جعفر عباس
انتظر حتى تنفجر
في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية بالسعودية – وعلى ذمة صحيفة اليوم السعودية التي تصدر في تلك المدينة – تم تحويل طالبة في المرحلة الثانوية الى عيادة الأسنان في مستشفى الدمام المركزي، ودارت الأيام والسنوات وتزوجت تلك الفتاة وصارت أما لطفلين، ولكن عيادة الأسنان لم تعطها موعدا بعد.. سجلت اسمها في العيادة عام 2002 وظلت تتابع الأمر وتستفسر عن الموعد الذي يتعلق بتقويم الأسنان، وفي كل مرة يقولون لها: طولي بالك.. العجلة من الشيطان.. رب ضارة نافعة.. صبرت 8 سنوات وش فيها لو صبرت كم سنة زيادة.. عندما توجهت “الآنسة” الطالبة الى عيادة الأسنان قالوا لها إن ترتيبها في قائمة الانتظار هو .10047
بسبب ضعفي المعلن في علم الحساب فقد توقفت عن كتابة المقال، واستعنت بصديق كي يجري الحسبة: 10047 شخصا في قائمة الانتظار في عيادة أسنان بها نحو عشرة أطباء.. “قول” 3 أطباء.. كم شخصا يستفيد من خدمات العيادة في السنة استنادا الى تلك القائمة؟ لا أدري، ولكن دعونا نقسم 10047 على سنوات الانتظار الثمانية، يكون الحاصل 1259 مريضا في السنة، أي 104 مريضا في الشهر أي 3 مرضى في اليوم الواحد.. بينما يستطيع طبيب الأسنان الكسول معالجة 10 أشخاص في اليوم، ونحو 250 في الشهر ونحو 3000 في السنة أي لو أن تلك السيدة كانت مدرجة في قائمة الانتظار الخاصة بطبيب أسنان كسول ولعبنجي لما انتظرت أكثر من 3 سنوات.
طيب ما التفسير لمعاناة هذه السيدة؟ إما أن العيادة تلك لا تعالج أكثر من حالة واحدة في اليوم!! أو أن الغرض من قوائم الانتظار هو الزحلقة “التوزيع” لأن المريض يمل الانتظار ويكف عن زيارة العيادة ويبحث عن بديل في الطب الخاص .. أو أن العلاج متاح فقط لـ “الواصلين”.. أو كل هذه الأشياء مجتمعة: يعني تسيب على مجاملات على استخفاف بشؤون المرضى.. والله أعلم.
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com