زهير السراج
يمهل ولا يهمل
* ما عدا ذلك فان كل حالات اعتقالي واستضافتي سواء في مباني الشرطة او نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة أو جهاز الأمن أو سجن كوبر جرت وفق القانون ووجدت فيها الكثير من الاحترام والمعاملة الحسنة فيما عدا الوجبات السيئة أو الحبس الانفرادى (أحيانا) الذي كنت استعين عليه بقراءة القرآن الكريم.
* وكنت فى كثير من الأحيان أفاجأ بزيارة بعض الضباط او الجنود (فرادى) لتقريظ كتاباتي وتطميني بأن لا أخشى شيئا وأنا معهم، وكان ذلك يبعث فى نفسي الاطمئان والامان لدرجة ان الأخ طه علي البشير عندما زارني منزعجا في مرة كنت معتقلا فيها برفقة الزميل عادل الباز رئيس تحرير (الصحافة) السابق، ليبلغنا بأنه لم ينجح حتى تلك اللحظة في الاتصال بوزير العدل الاستاذ سبدرات ليصدر قرارا باطلاق سراحنا، وجدنا في حالة استرخاء نقرأ باستمتاع شديد كتابين أحضرناهما معنا، حتى أن الأخ عادل قال له مازحا ليطمئنه.. (والله هنا أحسن لينا من القعاد مع النسوان).. كما انني ما زلت أذكر حتى هذه اللحظة مذاق (الحلة الرهيبة) التي جمعتني في وجبة العشاء مع الاخوة بمكاتب الأمن بالقيادة العامة في احدى المرات!!
* كان ذلك هو اعتقادى، غير أنني صرت أتشكك بعد العنف الشديد الذى تعرض له بعض الصحافيين مؤخرا، بالاضافة الى ما حدث لمواطنى (أمبدة) الذين خرجوا من اجل المطالبة بماء الشرب فنالوا الضربات الموجعة وكتم الأنفاس، وما حدث قبل ذلك بالدلنج من قتل واصابة بعض الطالبات وما حدث للزميلة نجلاء سيد أحمد وأحد الشباب بمنظمة قرفنا أيام الانتخابات بأن ما حدث تجاوزات فردية، وانه سياسة دولة، فهل هو بالفعل كذلك أم انه تجاوزات فردية، واذا كان كذلك، فاين المساءلة والحساب، اما اذا كان سياسة دولة، فلتتذكر الدولة ما حدث لمن سبقوها في الظلم واهانة الشعوب وعليها ألا تنسى أن للناس رب يحميهم وسينتقم لهم في الآخرة أن لم ينتقم لهم في الدنيا!!.
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
4 يونيو2010