[ALIGN=CENTER]نصف شروع في الانتحار بالدولار [/ALIGN]
بسبب احتضانها لعمالة تنتمي الى نحو 80 بلدا، فإن دول الخليج العربي باتت تعرف نحو 80 صنفا من الجريمة.. منها قيام فيتناميين يعملون في عاصمة خليجية بقتل أحد بلدياتهم وأكل لحمه.. ومنها اختطاف الكلاب وذبحها لأكل لحومها.. ومنها أن تعمل خادمة على استدراج رجل من جنسيتها لتحمل منه، ثم تبتز مخدمها: ولد مال أنت سوي فيني هادا شكل.. وهناك من يشتري صمت مثل هذه الخادمة ليس لأنه يشك في أن ولده “سواها”، بل لتفادي المحاكم ونتائج الفحوصات الطبية.. يعطي الخادمة 500 دولار ويشحنها الى بلادها على أول طائرة.عندما كنت أعمل في شركة الاتصالات القطرية كيوتل، كنا نكتشف بين الحين والآخر – في عصر ما قبل الموبايل والانترنت – أن آسيويين يسرقون خطوطا هاتفية ويبيعون المكالمات الدولية، ومنهم من كان ذكيا ويتاجر في الاتصالات من دون خرق القانون: يشتري خط هاتف دولي ويركب فيه جهاز فاكس يقابله جهاز فاكس آخر في بلده، ويأتيه العمال المساكين الذين يودون توصيل رسائل عاجلة الى أهلهم فيرسل الفاكس من الدوحة نظير مبلغ مالي يفوق كلفة الفاكس العادية، ويوظف في الطرف الآخر أحد أقاربه ليتسلم الفاكسات ويقوم بتوزيعها بدراجة نارية ويأتي بتواقيع وردود تؤكد وصول الفاكسات وهكذا يصير محل ثقة آلاف العمال من أبناء بلده ويصبح دخله الشهري أعلى من دخل استشاري في المسالك البولية.في دولة قطر اكتشفت سلطات الأمن وسيلة جديدة لجني المال تمارسها عصابات من الآسيويين.. تحرك سيارتك إلى الخلف لمغادرة موقف السيارات، فتسمع صرخة مدوية وخبطات متتالية على هيكل السيارة، فتنزل منزعجا وتجد شخصا يتلوى على الأرض من فرط الألم لأنك دهسته وأنت تحرك سيارتك.. كثيرون تحركوا بسياراتهم ببطء من شوارع فرعية لدخول شوارع رئيسية وفوجئوا بأنهم دهسوا شخصا يرجح انه هبط من السماء.. فهمت؟ عنك!! أمري لله سأشرح: تترصد مجموعات من الآسيويين ببعض السيارات في المواقف والمنعطفات وهي في حالة حركة بطيئة وبطريقة بهلوانية يرمي أحدهم بنفسه تحت عجلات/إطارات السيارة فيرتفع الصياح والعويل من بقية شركائه (الذين يكون وجودهم في موقع الحادث “مصادفة”): هرام اليك.. هادا نفر مسكين.. عنده كمسة شيكو (5 عيال) بابا مال هو في موت وماما مال هو واجد قديم (عجوز).. لازم شرطة مرور يجي يسوي تهقيق.. ويلعب أحدهم دور العاقل: لا أرباب.. شرطة يسوي واجد مشكل.. انت يعطي هادا نفر مسكين 300 دولار وكلاس.. ويضطر “الجاني” الى دفع الألف ريال لتفادي الذهاب الى مخفر الشرطة وانتظار الإسعاف ثم انتظار نتيجة الكشف على “المصاب” في المستشفى.إلى هنا وكلفة الحادث الوهمي معقولة، ولكن بعض المحترفين صاروا يقعون تحت اطارات السيارات ثم تنتفض اجسادهم ويحاول من حولهم مساعدة المصاب على الوقوف ولكنه يهوي ارضا بسبب “الدوخة” الناجمة عن الحادث.. وتتعالى الصيحات: لازم يجيب امبيولانس منشان يروح هوسبيتال.. يمكن مك (مخ) مال هو يصير خراب! ويا ويلك في قطر إذا أصبت شخصا بسيارتك ودخل المستشفى!! هو يدخل المستشفى وانت تدخل المخفر وهو يخرج من المستشفى وأنت تخرج من المخفر وبالتالي فان التهديد باستدعاء الامبويلانس (الإسعاف) يرفع تسعيرة الحادث: انت يعطي هاذا نفر مسكين 1734 دولار وهو ما يروح هوسبيتال.. وبكل بجاحة يبلغونك انه سيكتب تعهدا بعدم دخول المستشفى في حال تقاضيه “الفدية”.حاليا سوق العمل في الخليج “واقف” فلو كنت تفكر في الهجرة الى الخليج في الظروف الراهنة فلا سبيل أمامك لكسب العيش سوى السقوط المتعمد تحت عجلات السيارات ولو جاءتك إصابة جامدة فستنال عشرات الآلاف من “عرق جبينك”
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com