[ALIGN=CENTER]اعتذار عما فات وما هو آت [/ALIGN]
لو كانت لي حسنة واحدة ككاتب صحفي، فهي أنني لا أحتاج الى اللكز والنهر والزجر والتنبيه لموافاة أي صحيفة اكتب فيها بانتظام بمقالي، بمعنى أنني وكما ذكرت كثيرا، أحرص على تزويد الصحيفة المعنية بمقالات كذا يوم مقدما، وذلك لسبب جوهري ومهم، يتعلق بمزاجي وتكويني، وهو احترام الالتزامات و”المواعيد”، فبحكم التجربة مع الصحافة المكتوبة (الورقية) فإنني أعرف ما هو آخر موعد ينبغي فيه تسليم مقالي، فإذا كان المكان المخصص لي في الصفحة الأخيرة مثلا فلا ضير في بعض السلكعة والتلكؤ حتى الجزء الأول من الليل، أما إذا كان في صفحة داخلية فلابد أن يكون المقال جاهزا لدى الجريدة قبل حلول المساء بل ويستحسن تسليم المقال قبل موعد النشر بيوم واحد على الأقل.قد يحدث مرتين او ثلاثاً في السنة أن أفشل في تسليم مقالي في المواعيد المحددة، فتختفي زاويتي تماما، ومن هنا جاء عنوان هذا المقال: أعتذر لمسؤولي التحرير والقراء لغياب مقالي مرتين او ثلاثا في السنة، وأعتذر لأن ذلك قد يحدث (بل سيحدث) مستقبلا.. لكن والله لا أتعمد ذلك، فحتى لو كنت في إجازة فإنني أحرص على عدم التوقف عن الكتابة، وأكتب مقالات كذا يوم مقدما تحسبا لطارئ مثل المرض، ولكن وفي غالب المرات التي غابت فيها مقالاتي عن هذه الصحيفة او تلك، يكون السبب “أنها قفلت معي”.. هذه علة معروفة في عالم الكتابة يسميها الخواجات.. writers block وهي علة يصاب بها حتى طالب العلم المجتهد عندما يجد نفسه فجأة عاجزا عن فهم وهضم ما يقرأه، وبالتالي فإن البلوك/ القفلة تتعلق أيضا بالقراءة والفهم.”قفلت معي” مؤخرا لأن مخي “ضرب”، ولم يكن السبب في ذلك نانسي عجرم او شعبولا أو الراقصة دينا.. ولم يكن السبب مهند التركي.. بصراحة لا أعرف السبب، ولكن بما ان الشيء بالشيء يذكر فإنني ألحس كلامي السلبي عن مهند الآنف الذكر بطل مسلسل نور وطرطور وحنطور وفرفور وجعفور.. ردحت في المسكين وفي البنات اللواتي وقعن في غرامه، غير آبهات بركاكة المسلسلات التي يشارك فيها.. ففي عالم السياسة ظهر “مهند” تركي فاز بحب العرب من الجنسين، أعني رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بسبب مواقفه الواضحة والقوية كردة فعل على الجريمة الإسرائيلية المتمثلة في الاعتداء على السفن التي كانت متجهة الى غزة حاملة المؤن والمساعدات الإنسانية مما أسفر عن مقتل تسعة أتراك كانوا على متن السفينة مرمرة.أردوغان لم يأت بفعل خارق ولكنه كان متصالحا مع ضميره ولعن خاش الإسرائيليين وطالب بمحاسبة الحكومة الإسرائيلية، وذلك “أضعف الإيمان”، ولكن حتى أضعف الإيمان هذا كان أفضل من الكلام الخائب الذي ظللنا نسمعه من قادتنا البواسل الذين لا نرى لبسالتهم أثرا حتى في حملات مكافحة الجراد.. الأمور ملخبطة في دماغي: أردوغان وانتخابات البلدية في لبنان ودخول كذا دولة عربية موسوعة غينيس بعد إعداد أكبر طبق بطيخ بالرمان، وفوز الجامعة العربية بكأس العالم للكنكان، واحتمال ان يكون كأس العالم لكرة القدم من نصيب الصومال او السودان، وقواي العقلية التي صارت في خبر كان، والله يجازي من كان السبب في “اللي كان.
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com