زهير السراج

بالروح بالدم..!!


[ALIGN=CENTER]بالروح بالدم..!! [/ALIGN] * عندما هبط آدم وحواء إلى الأرض، ولدت حواء قابيل وأخته إقليما، ثم ولدت هابيل وأخته ليوثا، وكبر الإخوة معاً. كان هابيل رقيقاً كزنابق الحقل، وكان قابيل قاسياً كشوك الجبال. وكانت إقليما شقيقة قابيل أكثر جمالاً من ليوثا شقيقة هابيل. كان المفروض أن يتزوج هابيل من إقليما ويتزوج قابيل من ليوثا، إلا أن قابيل أصر على الزواج من شقيقته ليوثا.
* أفهمه آدم أن أخته لا تحل له، ولكنه رفض أن يتزحزح عن موقفه، فقال آدم لابنيه ليقرب كل منكما قربانا إلى الله ومن يتقبل الله منه قربانه كان على الحق. جاء هابيل يحمل أسمن كباشه ووضعه على الجبل وصلى لله تعالى أن يتقبل، وجاء قابيل بقمح لم ينضج بعد وقدم قربانه ومضى.
* وقف الشقيقان بعيداً وهبطت من السماء نار أكلت قربان هابيل إشارة إلى القبول فسجد هابيل وحمد الله وصرخ قابيل وقال لأخيه لاقتلنك، فرد عليه هابيل إن الله يتقبل من المتقين، فأخذ قابيل يتمتم سأقتلك. “رد هابيل لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ”.
* انصرف هابيل مع زوجته إقليما.. وتزوجا وعاشا أياماً وقد ظهرت عليها إعراض الحمل وفي نفس الوقت كانت نفس قابيل طوعت له قتل أخيه. استلقى هابيل على الأرض بعد عمل يوم شاق واستغرق في النعاس. انحدرت الشمس نحو الغرب، وكانت السباع قد أكلت لحم حمار ميت فأكلت النسور ماتبقى منه وشربت الأرض دمه وبقى فكه العظمي ملقياً على الأرض.
* حمل قابيل أول سلاح في الأرض ومضى يبحث عن شقيقه وعندما وجده هوى عليه بالفك العظمي وفي الضربة الخامسة سكنت حركته فجلس واجماً أمام جثمانه لا يعرف ماذا يفعل به!!
* كان للغربان قوانينها الخاصة فحين يعتدى غراب على آخر يقتص منه، وكان هنالك غراب حكم عليه بالقتل ونفذ فيه الحكم، وكلف أحد الغربان بدفنه وبينما هو فى طريقه لتنفيذ المهمة جاءه أحد الملائكة الكرام بالأمر الإلهي: (أيها الغراب.. أن الله تبارك وتعالى يبعثك لترى ابن آدم كيف يوارى سوأة أخيه).
* هبط الغراب أمام قابيل، ووضع الغراب الميت ثم حفر الأرض بمخالبه ومنقاره، وعندما دفنه وطار فى الهواء، سمع قابيل يبكي ويقول: “يا ويلتي أعجزت أن اكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي”، وكانت صرخة تحترق بالندم.
* أكان نادماً لأنه جهل كيف يدفن أخيه، أم لأنه قتله بغير حقٍ؟. ويجيب الغراب في القصة المؤثرة التي يحكيها الأستاذ أحمد بهجت في كتابه الرائع (قصص الحيوان في القرآن): لا أعرف، ولكنني أعرف أن الدم لن يتوقف بين البشر!!.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
15 يونيو 2010