آبار مختار … عبقرية أخرى ..!!
** يا سلام .. الرائعون دائما هكذا يدهشون الناس في بلادى بروائعهم .. وهكذا عقب كل أزمة أو معاناة تتجلى عبقرية فريدة في سماء بلادي ، أوأليست المعاناة تولد الإبداع يا صديق ..؟.. حسنا .. وكذلك الأزمات .. ولكن إبداع مبدعي أزماتنا وكوارثنا يختلف عن إبداع معاناة الآخرين بأنه إبداع يجهر الأبصار ويذهل البصائر ويذهب العقول عن الرؤوس .. أي هوإبداع يستحي منه إبداع الآخرين ويهرب بعيدا عنه ، وكذلك هو إبداع بمثابة خلاصة تجارب المبدع وعصارة فكره ، لذا يخرج للناس إبداعا سودانيا كامل الدسم ، لنحتفي به .. وكماتعلم يا صديق، نحن دائما نحتفي بهذا النوع الفريد من الإبداع بطريقتنا الخاصة .. ألم نحتفِ من قبل بعبقرية معتمد أم درمان – الفاتح عزالدين – التي تفتقت عقب اعتداء قوات خليل ، وأبدعت بأهمية شق نهر حول أمدرمان بحيث تصبح محليته جزيرة ..؟.. كانت تلك عبقرية لحماية أمدرمان من أى معتد أثيم ، وتقديرا للفكر العبقري، احتفينا بنهرالفاتح العظيم ودعمناه بطريقتنا الخاصة ، وقدمنا حزما من المقترحات لإنجاز المشروع ، أذكر منها مقترح ملء النهر بالتماسيح والحيتان حتى لايفكر العدو في استخدام السفن الحربية والغواصات بدلا عن اللاندكروزرات .. !!
** وكما قلت ، ذاك كان إبداعا رائعا ولدته عبقرية معتمد أمدرمان يوم أزمة أمدرمان ، ونحن – كالعهد بنا دائما في مثل هذه المواقف المدهشة – باركنا الفكرة .. فالأفكار التى يطرحها بعض المفكرين بين الحين والآخر، ليس من العدل أن نرفضها كلها أو نتحفظ عليها .. بل هناك أفكار تستحق المؤازرة بطريقة خاصة ، وبالتأكيد فكرة نهر الفاتح العظيم إحداها .. واليوم أيضا يتجلى فكر أحدهم أمام أزمة الخرطوم في خريف هذا الموسم .. وكما تعلمون فإن فصل الخريف يأتي سنويا في بلاد الدنيا والعالمين ، ولذلك تستعد له أنظمة الدنيا والعالمين منذ وقت مبكر، بل هناك أنظمة – أضعف منا مالا وعقولا – وضعت حلولا مستدامة للخريف وأمطاره ، منها المجاري وتصاريف المياه وغيرها .. ولكن سلطات محلياتنا وولاياتنا رغم استقبالها للخريف كل عام ، الا أنها لم تقتنع بعد بأن هذا الخريف يأتي سنويا ، لم تقتنع بذلك بعد، ولذا تتفاجأ به .. فالعيب ليس في فصل الخريف الذي يزور مدن البلاد سنويا ، بل في سلطاتنا الولائية والمحلية التي لا تريد أن تقتنع بهذه الزيارة الموسمية .. إذن ( منو البيقنع ديلك .؟؟) … المهم … في خريف هذا العام تجلى فكر أحدهم ووضع حلا ناجعا لأزمة الخرطوم ، وفي حال تطبيق الفكرة بحذافيرها لن يعاني المارة والسيارة من الأمطار أو السيول لاقدر الله .. فالفكرة رائعة وجهنمية ، غير أنها ( مدهشة جدا ) … وانا من هواة الأفكار المدهشة ، ولذا ادعمها بلا تحفظ .. وهيا معا يا صديق، لدعم إحدى بنات أفكار رئيس المجلس التشريعي لمحلية الخرطوم ( العقيد معاش مختار محمود ) … هذا القيادى البارز طرح فكرة مدهشة لمجابهة مخاطر الأمطار والسيول بمحلية الخرطوم .. اليكم الفكرة التي جاءت في بعض صحف الخرطوم ..!!
** السيد رئيس المحلية – العقيد م مختار محمود – يرى أن فتح وتنظيف مصارف المياه سنويا يرهق خزينة المحلية بمبلغ يتجاوز مليارونصف المليار جنيه .. وعليه ، يرى سيادته أن غض الطرف عن فتح وتنظيف تلك المصارف هذا العام أفضل للمحلية ، بحيث يوفر لها مبلغ المليار والنصف المليار .. وبدلا عن فتح وتنظيف المصارف، يقترح رئيس المحلية حفر آبار جوفية في أحياء وأسواق العاصمة لتنهمر فيها المياه كجلمود صخرحطه السيل من عل .. هكذا جادت عبقرية رئيس المجلس التشريعي للخرطوم .. آبار جوفية في الأسواق والطرقات تحت أقدام المارة والسيارة، بديلا عن فتح وتنظيف المصارف المائية … تخيل عزيزي القارئ .. تخيل فقط ولاتكتئب ، ولكي لاتكتئب حدثتك بأن هناك أفكاراً مدهشة – في بعض العقول الرسمية – يجب عليك دعمها بطريقتك الخاصة .. وفكرة مختار هذه إحدى تلك الأفكار المدهشة .. فلندعمها سويا .. نفذها يا مختار ، أحفر ساااااااى .. ليست مائة وخمسين كما اقترحت في الصحف ، بل أحفر كم مليون بئر جوفي بعمق عشرين مترا للبئر .. وليكن شعارك في الحفر ( مشروع بئر لكل شارع وبيت … أو الحملة القومية لحفر الآبار الجوفية ) .. ولاتخف، فلن يسقط أحد من المارة أوالسيارة في آبارك ، واقتراحي لتفادي السقوط هو أن تضع لافتة مضيئة عند حافة كل بئر، عليها التحذير الآتي ( احترس ..أمامك آبار مختار لصد مخاطر الأمطار ) …!!
** عذرا عزيزي القارئ … لم تدهشني فكرة معتمد أم درمان السابقة ، ولا فكرة رئيس تشريعي الخرطوم الحالية ، ولاغيرها من الأفكار المرتقبة.. مثل هذه الأفكار لم تعد تدهش ، ولكن المدهش هو كيفية اختيار أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية لهؤلاء المفكرين .. ومن أين تأتي بهم ..؟… ( ده السؤال المحيرني ) ….!!
إليكم – الصحافة -الخميس 21/8/ 2008م،العدد5451
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]