منسق حركة اللجان الثورية (2): قات السودانية الليبية متقلبة بين السخونة والبرودة
————
? ما هي رؤيتكم لمهددات اتفاقيات السلام في السودان نيفاشا وأبوجا والشرق والقاهرة، وكيف ترون المعالجة السياسية لتلك الثغرات؟
– أولاً أعتقد أن اتفاقيات السلام التي أشرت إليها ساعدت فعلاً في تحقيق السلام في السودان وأوقفت الحرب، ولكن هناك نقطة مهمة جداً يجب ألا يتعالى عليها الناس وهي أنه ربما يحدث تناقض بين ما هو مكتوب وما هو ممارس حقيقة على أرض الواقع، فالواضح في اتفاقيات نيفاشا أنها أخذت وضمنت اتفاقيات في الدستور وعندما جاء التنفيذ لبعض منها على أرض الواقع أصبح هناك تناقض بين نصوص الإتفاق وبين الواقع الذي سيُنفذ فيه الاتفاق، ومن هنا يمكن أن تتم المعالجات بشكل لا يحدث خسائر لأي طرف من الطرفين، لكن يقر أن هذه الاتفاقيات في بعض الأماكن لم تحقق النتائج المطلوبة على أرض الواقع، ولابد من تحقق هذه النتائج، والمسألة أن أي تعهد مكتوب لابد أن يُنفذ وإلا تصبح الثقة ضعيفة بين الناس الذين أنجزوا هذه التعهدات، ومسألة أخرى أن الشركاء في السلطة يجب ألا يمارسوا ضغوطاً على بعضهم البعض لأن الضغط يضغط على كل السلطة وقد يؤدي إلى فراغ دستوري، لكن الحوار بين شركاء السلطة هو الذي يمكن أن يوصل الناس لنتائج طيبة، وخصوصاً عندما لا تكون هناك فترات زمنية لمراجعة هذه الإتفاقيات في كل جوانبها، ويكون الحوار مفتوحاً بدلاً عن الضغوط من الحركة الشعبية على المؤتمر الوطني أو من المؤتمر الوطني على الحركة الشعبية ويضيع وقت البلد في أمور أو أشياء لا مبرر لها. وبالنسبة لاتفاقية الشرق فالناس الذين وقعوها مرة يقولون إنها تسير جيداً ومرة يقولون إنها لا تسير جيداً، فنحن نسأل أبناء الشرق: (هي ماشة كويس وللاّ ما ماشة كويس؟ وعشان تمشي كويس مفروض يكون شنو؟)، نحن نؤيد كل هذه الاتفاقيات ولا نتمنى أن تكون هناك أية خطوة للخلف، ولابد أن تكون كل الخطوات للأمام وتنفذ، وهي في النهاية اتفاقيات تم الاتفاق عليها بين قوى سياسية سودانية وقوى وطنية وكلها موجودة في أرض الوطن وليس فيها فائز ومهزوم.
? هل تعتقد أن الإنتخابات ضرورة في ظل أزمات السودان هذه؟
– نحن نتحّدث عن إيجاد روحٍ جديدة في العمل السياسي وتعاون الناس فيما بينهم لإخراج السودان من أزمته، لكن نحن نرى أنه ليس هناك فكر جديد بالنسبة للإنتخابات حتى الآن، وبالتالي أي شخص يتصوّر أن الإنتخابات ستكون نفس الإنتخابات التقليدية كالتي كانت سنة 1954م، وليس هناك طرح جديد حول الإنتخابات، هناك قانون ينظم طريقة الإنتخابات لكن ليس هناك طرح جديد حولها، فهل من الممكن أن ندخل الإنتخابات ونحن ضد الإنتخابات، أو ضد المجالس التشريعية، وهل من الممكن أن ندخل الإنتخابات ونحن لا ننتمي الى أحزاب؟ بمعنى أن هناك أشياءً كثيرة جداً ، والسياسيون لم يهتموا بتطوير المفهوم الإنتخابي، وحتى المفهوم التقليدي لإيجاد أحسن تمثيل للشعب وهو قانون الإنتخابات الموجود بعمل دوائر نسبية وجغرافية ودوائر نساء، فهذا في إطار البحث عن تمثيل أفضل للشعب. لكن المسألة الإنتخابية نفسها إن لم تطرح بشكل مباشر ويبين الغرض منها وهو تحقيق الاستقرار والسلام في السودان فستقودنا لصراع سياسي جديد حول السلطة وتجعلنا نأخذ خطوات كثيرة للخلف.
? في ظل إدعاءات أوكامبو وفي هذا الجو المشحون أعلنت الحركة الشعبية ترشيحها الفريق سلفاكير لرئاسة الجمهورية، هل ترى هذا الأمر مجرد صدفة أم أنه مخطط يقول للعالم أنا هنا البديل؟
– طبعاً حق الترشيح للإنتخاب مكفول لأي مواطن، لكن عندما يكون من شريك وهو يمثل نائب الرئيس فمعناه أنّ هناك صراعاً بين موقع النائب الأول والرئيس بصرف النظر عمن هو الرئيس ومن هو النائب الأول وهذه واحدة من الأشياء التي نتحدّث عنها في جانب الصراع على السلطة نفسه.
والمسألة الثانية الظروف التي يمر بها السودان، ولو كُنت مسؤولاً في الحركة الشعبية لكنت رشحت الرئيس عمر البشير لأننا لن نخرج من أزمتنا إلا إذا أظهرنا للعالم أننا متوحدون، وليس هناك سوى بديل واحد لإنقاذ السيادة الوطنية والدفاع عنها.. أما تعدد الترشح الآن لموقع الرئيس فهو يضعف الرأي السوداني حول ما هو قائم الآن بإظهار بديل آخر، وهذا يتعارض مع أنه حق أي إنسان أن يرشح نفسه أو يرشح من يراه، ولكن هذه المرة كنا نتمنى أن تترجم الوحدة الوطنية بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني بأن يكون لنا مرشح واحد.
? العلاقات السودانية الليبية تمر أحياناً ببرود، ترى ما هي الأسباب؟
– العلاقات السودانية الليبية فعلاً تمر أحياناً بفترة سخونة وأحياناً تكون باردة وأحياناً أخرى لا هذا ولا ذاك، بمعنى أنها تكون لا طعم لها، وكأن الدولتين واحدة في آسيا والأخرى في جنوب أمريكا وأحياناً تكون حماسية لدرجة إلتهاب المسألة الوحدوية بين البلدين حتى نعتقد أن الوحدة الإندماجية آتية لا محالة ثم تدمر هذه الجهود ونعود مرة أخرى إنفصاليين، ونفتش عن الدولة القطرية ونحاول دعمها ضد الدولة القطرية الأخرى، وبالطبع لكل ذلك عوامل، وأية علاقات بين دولتين لو لم تكن فيها مصداقية وثقة في التعامل تكون دائماً علاقات متوترة وغير موزونة، وأنا لا أري أن هناك سبباً يجعل هناك توتراً في العلاقات السودانية الليبية.
? لماذا فشلت قمة سرت؟
– أولاً كي نوضح: في قمة سرت كانت ليبيا صاحبة المكان وليست صاحبة الدعوة، والأمم المتحدة والمنظمات المختلفة عندما قررت أن يكون هناك مؤتمر في سرت قررت أن يكون هذا المؤتمر في ليبيا، أما الدعوات فكانت تقوم بها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والآن ممثل مجلس الأمن في هذا الجانب، وبالتالي لا تحمل ليبيا مسؤولية فشل المؤتمر، لانني إلتقيت عدداً من الذين لم يحضروا المؤتمر وقالوا إنهم جاءتهم دعوة من الجهة الداعية للمؤتمر في وقت ضيق وفي اجندة لم نوافق عليها.
(مقاطعة)
?من هم الذين إلتقيتهم؟
– بعض الحركات التي لم تحضر المؤتمر سواء أكانت العدل والمساواة أو حركة عبد الواحد.
? استاذ محمود علاقة حركة اللجان الثورية بالإنقاذ في بدايتها كانت قوية جداً، لماذا تقلّصت هذه العلاقة؟
– علاقة حركة اللجان الثورية بالإنقاذ كانت قوية واعتقد انها ما زالت قوية، لكن هنالك خلافاً على الشكل السياسي، فنحن عندما كنا في بداية الانقاذ كنا ندعو لنظام المؤتمرات وهو نظام الشورى الشاملة وهو نظام قد يؤدي إلى إعلان الجماهيرية في السودان بوجود المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية، وفي المؤتمر الثاني للمؤتمر الوطني اعلن السيد حسن الترابي امين المؤتمر عن التنظيم السياسي وهو المؤتمر الوطني كحزب، وبالتالي نحن لا نتعامل مع حزب بالشكل الذي يمكن أن نتعامل به مع نظام جماهيري أو سياسي، ففضلنا ان نعيد بناء حركتنا مرة اخرى ونشرع في أطروحاتنا الجماهيرية حتى لا تُذاب داخل المؤتمر الوطني.. أما مواقفنا المبدئية والاستراتيجية فتتفق تماماً مع اطروحات المؤتمر الوطني فيما يتعلق بالسيادة الوطنية.
? حركة اللجان الثورية لديها فروع في مختلف دول العالم، ما هي ترتيباتكم لتوحيد هذه الفروع؟
– نحن طبعاً لدينا – للمعلومية – عمق إستراتيجي كبير جداً من أعضاء حركة اللجان الثورية منتشر خارج السودان، وبالتحديد في كل مناطق دولة ليبيا وغيرها، وفي شكل توحيد الحركة هناك دعوة لعقد مؤتمر تحضيري في شهر أكتوبر تقريباً لتجميع كل القدرات الثورية والحالات الثورية والمنظمات الثورية داخل شكل واحد، على ان تكون حركة اللجان الثورية من السودانيين المقيمين في ليبيا فرعاً لحركة اللجان الثورية في السودان، وعلى هذا المنوال سوف نرتِّب عضويتنا في باقي دول العالم لتكون هناك روافد منتشرة بشكلٍ منظمٍ في كل مكان لحركة اللجان الثورية الموجودة في السودان وتكون هناك لجان ثورية سودانية في كل مكان.
? هل علاقة السودان مع مصر أو السعودية تؤثر على علاقة السودان مع ليبيا؟
– في العلاقات الدولية طبعاً من حق اية دولة ان تبني علاقاتها مع اية دولة اخرى بناءً على الاحترام المتبادل بين الدولتين، وليس هناك «?يتو» في العلاقات الدولية بحيث تمنعك علاقتك بدولة عن عمل علاقة مع دولة اخرى، وبالعكس عندما يكون هناك تعدد وتنوع في علاقات السودان مع دول مختلفة فيما بينها وتكون علاقات أصيلة ومتينة فإنه يكون مكسباً كبيراً في ان يلعب السودان دوراً في تقريب وجهات النظر بين هذه الدول المختلفة فيما بينها، ونحن نعتقد أن دور السودان في علاقاته مع مصر أو ليبيا أو السعودية عامل مهم جداً في أن تكون العلاقات مع هذه الدول أو غيرها علاقة متماسكة ومتينة وقوية، ولا يستطيع أحد أياً كان ان يحدد للسودان علاقاته أو كيفيتها أو طريقتها وهذه مسألة سودانية سيادية بحتة.
? ما هو دور حركة اللجان الثورية في تطوير العلاقات السودانية الليبية؟
– والله نستطيع أن نلعب دوراً كبيراً جداً في هذا الاطار اذا رغبت الدولتان في الاستماع لرأينا فيما يتعلق او في ما يخص الدولتين وهما لديهما مؤسسات وهذه المؤسسات هي التي تتصدى للعلاقات بينهما وحركة اللجان الثورية اذا قبلت منها هذه المؤسسات الإستماع لرأيها فيمكن أن نفيد إفادة كبيرة، واعطيك مثالاً: فشل التكامل كان لإبتعاد المؤسستين السودانية والليبية عن اخذ رأي أو تقييم أو تقدير أو تقرير حركة اللجان الثورية في هذا الموضوع الذي اسمه التكامل التي كانت هي واحدة من العوامل المؤثرة في بنائه، ونحن لا مانع لدينا اذا أخذ برأينا في الاعتبار بالنسبة للدولتين، لكن هذا لا يمنع ان من واجباتنا ان نعمل على أن تكون العلاقات السودانية الليبية في أسوأ الحالات بشكل ممتاز.
صحيفة الراي العام[/ALIGN]