جعفر عباس
مريض وليس طبيبا

كان الأمر محرجا بالنسبة إلى الشرطة، فالرجل المتهم لم يكن طبيبا “أي كلام” بل استشاري قلب ذائع الصيت، وأستاذا جامعيا متزوجا وله ولد وبنت، وبالتالي كان من المرجح ان تلك السيدة تفتري عليه الكذب، ولكن الشاكية لم تكن أيضا مواطنة “أي كلام” بل ذات مركز وظيفي واجتماعي مرموق وظلت تطارد الشرطة كي تستجوب الطبيب.. فوضعت الشرطة العيادة تحت المراقبة، ولاحظت أمرا عجيبا: تفتح أبوابها في الحادية عشرة صباحا ثلاث مرات في الأسبوع، يدخل خلالها عدد من الرجال والنساء ثم ينغلق بابها الخارجي حتى السابعة مساء، حيث يخرج ذلك الفوج من الرجال والنساء ويأتي المرضى فتظل عيادة مفتوحة “عادية”.. ولاحظ رجال الشرطة أيضا أنه يعود أحيانا الى العيادة ويغلق بابها على نفسه في ساعات متأخرة من الليل.
واستنتجت الشرطة من هذه الملاحظات أن الحكاية فيها “إن” وأجريت تحريات مكثفة، واتضح لها ان استشاري امراض القلب والاستاذ الجامعي المرموق هذا ظل يستخدم عيادته ماخورا للدعارة لنفسه وبعض اصدقائه طوال سبع سنوات، وعندما داهمت الشرطة العيادة وجدوه في أحضان مومس بينما كانت غرف العيادة الأخرى تشهد أنشطة “هدامة”، تسبب اضطرابات في ضربات القلب ولكن لا علاقة لها بالطب أو المرض.. قبلها وضعوا هاتفه تحت المراقبة وسجلوا له مكالمات يدعو فيها أصدقاءه وزملاءه للقاء مع العاهرات في عيادته في مواعيد معلومة، واتضح – لاحقا – أنه كان حريصا على عدم التحرش بمرضاه من النساء حتى لا ينكشف أمره، ولكنه كان “يحاول” جس نبض بعضهن بحذر، ولكن الحذر لا يمنع القدر، وهكذا تحرش بتلك السيدة واكتشف ان “النمرة غلط” وانه غلط س “يوديه في مليون داهية”.
عندما استجوبت النيابة العامة الدكتور الكبير الخطير قال إنه كان يمارس العلاقات الجنسية مع العاهرات في عيادته “انتقاما” من زوجته التي قال عنها انها متجبرة و”صعبة”.. هذا دفاع “منطقي”.. معليش نعتبره دفاعا منطقيا لنستدرجه ليجيب على السؤال التالي: طيب .. وكيف تنتقم من زوجتك بان تصبح قوادا يجلب المومسات لأصدقائه ويوفر لهم المضاجع في مراقد الكشف على المرضى؟ وما علاقة الانتقام بالصور الإباحية لنفسك وجماعتك، التي كنت قد قمت بتخزينها في مختلف غرف عيادتك؟
هذا ليس طبيب قلب بل شخص يعاني من مرض في “القلب” يكشف عنه السلوك وليس الأجهزة الطبية!!
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com