زهير السراج

شرطة الاستفزاز العام..!!


[ALIGN=CENTER]شرطة الاستفزاز العام..!! [/ALIGN] قد لا اتفق مع تنظيم عرض أزياء في السودان باعتباره نوعا من الرفاهية لم يحن الوقت بعد لكي نستمتع به في بلادنا فنحن شعب معظمه فقراء لا يكاد يحصل على لقمة عيشه إلا بكثير من الاوجاع والمعاناة ولا يجوز أن تستفز مشاعره بمثل هذه الأنشطة المستفزة للغالبية!!
* غير أنني لا أفهم ولن أفهم ما هي التهمة التي بسببها قبض على المشاركين في العرض وقيدت حريتهم واهينت كرامتهم وانتهكت حقوقهم الدستورية، فليس هنالك في قانون العقوبات مادة تمنع المشاركة في عروض الأزياء او استخدام مواد التجميل للرجال، وحسب القاعدة الفقهية والقانونية فليس هنالك جريمة من غير نص، بل هو مبدأ دستوري أصيل، فعلى أي دين أو دستور أو قانون انطلقت قوات شرطة النظام العام لتهاجم المواطنين وتعتقل بعضهم بتهمة وضع المكياج او المشاركة في عرض أزياء؟!
* من جانب آخر فإن ثقافتنا عامرة بالأنشطة والمناسبات التي يضع فيها الرجال المكياج والكحل والحناء مثل مناسبة الزواج، ليس فقط للعريس ولكن لكثير من اصدقائه ومعارفه، كما ظل المطربون السودانيون والممثلون يمارسون وضع المكياج بدون أن يحتج احد، بل حتى بعض المتصوفة ورجال الدين يضعون الكحل… إلخ، تينما بالرسول الكريم والصحابة الكرام، فهل تعرض أحد هؤلاء للقبض بسبب المكياج أو الكحل الذى هو نوع من المكياج؟!.
* كما أننا جميعا سمعنا بعروض الازياء التي نظمتها بعض الجهات مؤخرا وحضرها جمع من النساء الكريمات من بينهن السيدة حرم رئيس الجمهورية، فهل داهمت شرطة النظام العام تلك العروض وألقت القبض على المشاركات؟! وإذا قلنا أن السبب هو أن تلك العروض كانت خاصة بالنساء فقط، فلماذا ألقت الشرطة القبض على المشاركات فى العرض الأخير ولم تكتف بالرجال فقط، أم أنه حلال على بلابله الدوح، حرام على الطير من كل جنس؟!
* وإذا قلنا إن التهمة هي الاختلاط ــ حسبما تنص نسخة قديمة من قانون النظام العام الذي لا يعرف احد من يشرعه ومن يعدله، فلماذا لا تداهم شرطة النظام العام مكاتب الحكومة والجامعات وحافلات المواصلات والحفلات وتقبض على النساء والرجال بتهمة الاختلاط؟!
* لقد ظلت شرطة النظام العام تنتهك حقوق الناس وتدوس على كرامتهم وتذيقهم ألوانا من الاهانة بدون ان تستند على دستور أو قانون او حتى عرف، ولا يدرى احد لماذا تفعل ذلك؟ وإلى متى تفعل ذلك؟ وبأمر من تفعل ذلك؟ وماذا تقصد بذلك؟!.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
3 يوليو 2010