الوقت للسلام .. فلا داعي للإزعاج ..!!
** الجدل العقيم – الملقب شعبيا بطق الحنك – لايثمر منتوجا يفيد الناس في حياتهم ، وكذلك يكون سمجا حين يلج آذان السامعين .. وما أكثر هذا النوع من الجدل في بلادى ..حيث صار التلاسن في اللاشئ ثم التنابز في غير الجدوى من سمات السياسة السودانية وبعض ساستها .. وكذلك تشييد قباب الأزمات من ذرة كلمة أوكلمات ، صار مهنة معترف بها ويتقنها بعض ساستنا ، وكأنهم لايتقنون غيرها .. وهم كذلك ، وإن لم يكونوا كذلك لما أحترفوا مهنة إهدار زمان الناس وأحبار صحفهم في ..( الفارغة والمقدودة ) ..!!
** نموذج لجدل بيزنطي غير مفيد عقب حديث عابر لباقان أموم.. تحدث باقان بحديث فحواه بأن الفريق سلفاكير هو مرشح الحركة الشعبية في انتخابات الرئاسة القادمة .. هكذا تحدث ، ومشى إلي حال سبيله .. وليس في الحديث عجب .. وليس مدهشا ولامعيبا أن يترشح الفريق سلفاكير أوغيره لرئاسة الجمهورية أوغيرها من مناصب الدولة التنفيذية والتشريعية .. هناك نصوص فى دستور الدولة تمنح حق الترشح للرئاسة – وغيرها – لأي مواطن سوداني راشد .. وكذلك للحركة الشعبية مطلق الحرية في ترشيح من تشاء لأي موقع تشاء .. فالفريق سلفا، رياك مشار ، دينق الور ، ياسر عرمان ، تابيتا بطرس ، أو حتى غازي سليمان ومصطفى سري .. كلهم وغيرهم لهم مطلق الحرية في الترشح – إنابة عن الحركة الشعبية – للرئاسة والبرلمان وغيرهما ..أو هكذا ينص الدستور الذي به نحتكم .. وعليه ، لماذا كل هذا اللغط اللامنتج واللامفيد عقب حديث باقان ، وكأن حديثه أحدث حدثا بمثابة خرق فاضح لدستورالدولة ..؟
** بعد أسبوع ونيف من حديث باقان ، قرأت حوارا أجرته صحيفة الحياة اللندنية مع السيد رئيس الجمهورية ، والصحافي – الذي كان مشحونا بلغط حديث باقان – لم ينسَ أن يسأل الرئيس البشير عن حديث باقان وما أحدثه من هرج ومرج في بعض أقلام الصحف وألسنة بعض الساسة ، ولكن إجابة الرئيس البشير كانت على نقيض من هرج هؤلاء ومرج أولئك ، حيث رد بموضوعية فحواها هذا من حق الفريق سلفا ومن حق حركته ، والدستور يعترف بالحقين ، ثم تساءل الرئيس البشير مع الصحافي تساؤلا مفاده لا أدرى لماذا كل هذا الضوضاء من حديث كهذا..؟.. هكذا كان جوهر حديث السيد رئيس الجمهورية ، ولم يستطع الصحافي نزع سؤال أخر من الإجابة كما المعتاد فى الحوار الصحافي ، لم ينزع سؤالا لأن الإجابة كانت شاملة ومقنعة بموضوعيتها .. وحسب ظنى لو حاور ذاك الصحافي بعضا من هواة الضوضاء والجدل البيزنطي لما ختم حواره الي يومنا هذا ، وربما واصل الجدل البيزنطي معهم الي يوم الاقتراع ..!!
** والمؤسف جدا، أن أقلام وألسنة الجدل البيزنطي لم تجادل باقان بغير فهم فحسب ، بل نار جدالهم أرسلت شرارتها – بجهالة – للفريق سلفا أيضا ، حيث لم يسلم من هجومهم الغوغائي .. أصابوه بجهالة قبل أن يتبينوا نصوص الدستور وكذلك قبل أن يتبينوا صحة حديث باقان .. حيث نفي مدير مكتب الفريق سلفاكير ترشح سلفا لرئاسة الجمهورية ، ثم يتواصل مسلسل النفي – منذ أول الاسبوع الجاري – من قيادات أخرى .. هكذا الحال .. حديث عابر لقيادي – عن حدث لم يحدث – يتسبب في سيل من الغوغاء ثم الهجوم الأشتر تجاه الفريق سلفا .. كل هذا لأن أفواها وأقلاما خلقت خصيصا لجلب الفتن والأزمات من حيث لايحتسبها الشريكان و… ( الشعب والبلد ) …!!
إليكم – الصحافة -الاربعاء27/8/ 2008م،العدد5457
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]