كرة القدم إلى أين ؟؟
وتعتبر اللجنة التشريعية الدولية (انترناشونال بورد) ، هي أعلى سلطة في (الفيفا) وتختص بالمقترحات والآراء ، حول قانون لعبة كرة القدم ، وهي مكونة من خبراء في اللعبة ، وتقوم هذه اللجنة بجمع ما يردها من مقترحات ، حتى من الناس العاديين والمؤسسات المختلفة لتخضعها لدراسة متأنية ، من قبل مختصين في انظمة اللعبة .
كما أنني كنت قد إقترحت في وقت سابق تغيير الرمية الجانبية ، لتلعب بالقدم ، وفق شروط محددة ، وقد تلقيت خطاب شكر من الفيفا .. مما يؤكد أن الفيفا تأخذ كل مقترح يقدم لها بمأخذ الجد ، وتخضعه لدراسة تحليلية مناسبة .. ولست في ذلك وحدي فهناك أصدقاء آخرين أيضا تلقوا خطابات مشابهة لمقترحات تقدموا بها أيضا .
والمقترحات المقدمة تهدف الى الارتقاء باللعبة والحفاظ على شعبيتها ، بتعديل نظامها الحالي ورفع مؤشر الاثارة والمتعة على منافساتها ، وذلك عبر قنوات عدة ، لايجاد السبل الكفيلة بنجاحها ، وعدم التأثر على الانظمة ، واللوائح المتبعة في تسيير أمور كرة القدم ، وتأتي الدراسة النظرية ثم التجارب التطبيقية كأهم عاملين لاعتماد تلك المقترحات والعمل بها .
وهناك العديد من المقترحات على طاولة اللجنة التشريعية الدولية ، منها ما يندرج تحت حيز التنفيذ ، واخرى تخضع لعاملي الدراسة والتطبيق التجريبي ، والباقي الذي رفض لعدم جدواه ، ولم تدخل هيئة (الانترناشونال بورد) أي تعديلات جوهرية على لوائح وقوانين كرة القدم في الوقت الحالي .
حيث يصف السويسري ( جوزيف بلاتر ) رئيس الاتحاد الدولي في كرة القدم ، والرجل الأول في (الفيفا) ان كرة القدم تعيش على أخطاء اللاعبين والحكام والمدربين ، وحتى الاداريين ، حيث يرفض بشده دخول كاميرات التصوير التلفزيونية ، والفيديو في مجال التحكيم لاي واقعة حدثت اثناء سير المباراة .
ويشدد (بلاتر) على أهمية وجود الأخطاء التي يراها عاملا رئيسا في زيادة التشويق ، وتلعب دورا بارزا في خلق المتعة في المباريات ، موضحا ان قرار الحكم نهائي ، ولابد من إعتماد تلك القرارات بعد المباراة ، حتى لو كانت الأخطاء غالبة على تلك القرارات .. مع رفضه القاطع الاستعانة بـ ( أشرطة المباريات المسجلة عن طريق الفيديو ) او تخصيص كاميرات تصويرية للجوء اليها عند الحاجة ، مشيرا الى أن كرة القدم تحمل في طياتها الطابع الانساني وهي بالطبع تلازمها الأخطاء .
ويعتبر التحكيم قضية شائكة في الملاعب العالمية .. ويزداد الخناق على الحكام مع ارتفاع حدة المنافسات .. ويولي الاتحاد الدولي للعبة اهتماما كبيرا لهذا الجانب من أجل فك الحصار عن الحكام او التقليل من الضغط عليهم .
لذا تم منح الحكام المساعدين والاحتياطيين صلاحيات اضافية من قبل لجنة (الانترناشونال بورد) التشريعية ، وتتلخص مهام الحكم المساعد في زيادة مساعدته التي يقدمها للحكم الرئيسي في كل الأخطاء القريبة منه ، وتمتد الى منطقة الجزاء كما يحق للحكام رافعي الراية أن يتدخلوا في تنظيم حائط الصد البشري ، خاصة تحديد المسافة القانونية مثل الـ 10 ياردات في الضربات الثابتة والقريبة منهم .
أما الحكم الرابع فقد تمددت صلاحياته كثيراً بحيث شتملت ما يخفى على حكم الساحة من أحداث خارج الملعب ، وتنبيهه لكل شاردة وواردة اثناء سير المباراة ، حيث يستطيع توصيل ملاحظاته بأي وسيلة مناسبة للحكم ، وقد شدد الـ ( فيفا ) بايقاف الحكام الذين يتهاونون في تطبيق قانون الطرد ، المتعلق باعاقة اللاعب المنافس من الخلف .
كما اعلن الإتحاد الدولي عن متابعتة للحكام ، للتأكد من مدى تطبيقهم للقانون والأوامر الجديدة ، وبالذات حالة الطرد المتعلقة بإعاقة اللاعب من الخلف مؤكدا ان الحكام الذين لا يلتزمون بالتعليمات الصادرة بهذا الشأن سيتعرضون للمحاسبة والتوقيف .
أما تقليص عدد اللاعبين إلى ( 10 ) بدلا من (11) لاعبا أثناء سير المباريات ، فهو من المقترحات الجادة الموضوعة على طاولة التمحيص والتجريب ، ويحمل هذا المقترح عدد من الإيجابيات التي يراها المقترحون ضرورية ، لإضفاء الجديد في طرق الأداء من قبل المدربين وتغيير خططهم التي تتكرر من حين إلى آخر ، مع زيادة المساحة التي يتحرك فيها اللاعب .
كما طالب بعض الخبراء بـ ( توسيع المرمى ) وزيادة مساحته انطلاقا من إيمانهم بأن جمال كرة القدم يكمن في الأهداف ، وأن توسيع المرمى يسهل على المهاجمين إصابته وبالتالي ضمان ارتفاع نسبة الأهداف.. لكن الفيفا لم تؤيد هذا .. إلا أن الهيئة التشريعية للفيفا تدرس تجربة ضبط خط المرمى ، من خلال إستخدام جهاز إلكتروني يحدد مسألة عبور الكرة لهذا الخط من عدمه ، ليصبح جزءا ضروريا لقانونية الملعب .
ووضع القائمون على شؤون الـ ( فيفا ) مقترح إلغاء حالة التسلل على الرف وأغلاق المناقشات حولها .. معللين ذلك بأن الغاء نظام التسلل من لوائح وأنظمة كرة القدم ، سيشكل خطرا على اللعبة ، مشيرين أن خطط المدربين سوف تتعطل وتصبح طريقة الأداء أشبه بالفوضى ، بل أن اللاعبين سينتظرون ويختبوؤن خلف المدافعين ، مما سيجعل الكرة رتيبة وينشر اللاعبون في كل مساحة الملعب ، ولن تستخدم الحيل والتكتيكات العقلية الذكية ، التي نشاهدها لكسر حالة التسلل عبر الخدع العقلية ، والطرق الذكية ، وستصبح الكرة كر وفر .
ويبقى السؤال الأبرز .. هل ستتواصل تعديلات الفيفا ، بحيث تتغير أساسيات اللعبة تماما.. ويصبح ( بيليه وباكنباور وماردونا ) صورا من الماضي ؟؟
ثبت يقينا بأن ( ماردونا ) ليس مؤهلا لقيادة فريق من الناشئين .. ناهيك عن الأرجنتين .. إذ ليس بالضرورة أن يكون كل طالب متفوق أستاذا ومعلما .
………
ملء السنابل تنحني بتواضع … والفارغات رؤوسهن شوامخ
……..
صلاح محمد عبدالدائم شكوكو
shococo@hotmail.com