زهير السراج

الراعى والرعية..!!


[ALIGN=CENTER]الراعى والرعية..!! [/ALIGN] * كل من زار بورتسودان من الإخوة والزملاء الصحفيين في الفترة الأخيرة عاد يحكي عن جهود الوالي في تجميلها حتى صارت كالعروس.. ولكن نسي الجميع أن التنمية ليست فقط للحجارة بل هي أولاً للإنسان.. وأهم أدواتها الشورى!!
* صحيح أن الأستاذ (إيلا) ظل منذ توليه أعباء الولاية يعطي اهتماماً كبيراً للنهضة العمرانية للمدينة باعتبارها واجهة السودان البحرية على العالم.. وهو جهد يستحق الثناء، ولكن لا يمكن أن يكون الجمال على حساب مصالح الناس والحقوق المكتسبة منذ وقت بعيد، مع التعسف الشديد في استخدام النفوذ وعدم مراعاة أبسط قواعد السلوك المتحضر في التعامل مع الإنسان الذي ميزه الله بالعقل حتى يتدبر بدءاً أمور الدين وعبادة الله الخالق، فكيف يضن عليه الإنسان بتدبر أمور الدنيا وقضايا البشر، خاصة في حقوقه ومصالحه المباشرة..؟!
* لقد فوجئ البعض في بورتسودان بوزارة التخطيط العمراني تخطرهم كتابة بقرار الوالي بنزع الأرض التي يتخذونها مقراً لأعمالهم وتأمرهم بإخلائها في ظرف (72) ساعة من تاريخ استلام الخطاب، وتحذرهم بأنها ليست مسؤولة بعد هذه المهلة من ضياع الممتلكات والمستندات..!!
* تخيلوا كمية التعسف الذي مارستها الولاية في إصدار هذا القرار المفاجئ (أولاً)، ثم في المخاطبة الفظة (ثانياً)، ثم في المهلة القصيرة التي حددتها للإخلاء (ثالثاً)، ثم في التنصل عن المسؤولية عند تنفيذ القرار (رابعاً).. لماذا يحدث كل هذا وماذا فعل المواطن المسكين ليجد هذه المعاملة السيئة؟!
* إحدى الجهات التي وصلها مثل هذا الخطاب هي جمعية حماية البيئة السودانية بولاية البحر الأحمر التي فوجئت بنزع قطعة الأرض (رقم 48 مربع 4 جنوب الترانسيت) التي تتخذها مقراً لممارسة أعمالها في حماية البيئة وتوعية المواطنين بقضايا البيئة في الولاية، وقد ظلت تمارس هذا الدور الكبير منذ وقت طويل وحققت الكثير من النجاح، إلا أن مصيرها كان نزع المقر بدون حتى مجرد إخطار معقول دعك من مشاورتها برغم ما يتميز به معظم أعضائها من علم وثقافة ومؤهلات أكاديمية عليا..!!
* يقول الله تعالى في كتابه العزيز (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )آل عمران159 .
* وتفسير هذه الآية سيدي الوالي هي أن التنمية الحقيقية تكمن في تقدير واحترام المواطن أولاً، ثم يأتي بعد ذلك تشييد الطرق والجسور والمنتزهات.. ومهما بلغت المدن من جمال ونهضة عمرانية فهي لا تساوي شيئا إذا ظل إنسانها يعاني التجاهل والاستعلاء من ولي الأمر..!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
14 يوليو 2010