زهير السراج

ألحقووووونا…..!!


[ALIGN=CENTER]ألحقووووونا…..!! [/ALIGN] * لم أصدق عندما حدثني أحد الزملاء في التدريس الجامعي بفضيحة أكاديمية وأخلاقية بطلها أستاذ جامعي سوداني مرموق، حتى اطلعت على القصة كاملة في الدورية العلمية العالمية المرموقة التي كانت ضحية الأستاذ ونشرت له مقالة علمية ثم اكتشفت أنها مسروقة فكانت فضيحة بجلاجل للأستاذ السوداني وللدورية المعروفة التي وثقت به ونشرت مقالته بدون إجراء الاختبارات الضرورية لإثبات الملكية الفكرية باعتباره باحثاً مرموقاً له عدد من الأوراق المنشورة فيها وفي بعض الدوريات العالمية الأخرى!!
* ومن المؤسف أن بطل هذه الفضيحة هو بروفيسور حقيقي، وليس من الذين نالوا اللقب الأكاديمي الرفيع في جلسات الأنس والشاي باللبن واللقيمات حتى صاروا أكثر من لاعبي الكرة والمطربين الشباب.. ولو كان أحدهم لما آثار الموضوع أي حزن وألم في المجتمع العلمي ولما وجد اهتماماً يذكر، فمن نال اللقب بالنفاق والعلاقات الاجتماعية ليس غريباً أن يسرق فكر وجهد غيره، ولكن ما بال البروفيسور الحقيقي الذي يملك كل مؤهلات وأدوات البحث والنشر العملي النظيف يلجأ إلى السرقة؟!
* يقودنا ذلك إلى الحديث عن الفوضى التي عمت معظم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي فصارت السرقات العلمية أمراً شائعاً لدرجة أن البعض يسرق أطروحات كاملة ويغير بعض العناوين ليحصل على الدرجات فوق الجامعية..!!
* ولدرجة أن لقب البروفيسور يمنح لأشخاص لا علاقة لهم بالمؤسسات الأكاديمية وليس لديهم أي إنجاز علمي أو اكاديمي أو ورقة علمية واحدة منشورة حتى في دورية محلية..!!
* ولدرجة أن بعض الجامعات صارت تمنح درجة الماجستير لشخص ثم تمنحه درجة الدكتوراه بعد أسبوع واحد على نفس الأطروحة بعد إجراء بعض التعديلات الطفيفة عليها.. وهو أمر لا يوجد في أي مكان في العالم سوى السودان..!!
* ولدرجة أن بعض الجامعات تمنح الدرجات فوق الجامعية لطلاب ــ خاصة الذين ينتمون لدول الخليج أو بعض السودانيين المقيمين بالخارج ــ لم يروا أساتذتهم المشرفين إلا وقت (الامتحان الصوري) للدفاع عن الأطروحة التي لم يكتبوها ولا يعرفون عنها شيئاً ولا من أين سرقها المشرف، حتى صار لبعض الجامعات السودانية والأساتذة السودانيين سوق رائجة بالخليج العربي لكل من يبحث عن درجة علمية رفيعة يعلقها فوق مكتبه أو يبحث بها عن مجد زائف…!!
* ولدرجة أن أستاذ جامعي وباحث حقيقي يسرق فكر ومجهود غيره بكل بساطة، بل ويجروء على الدفع به للنشر في مجلة عالمية معروفة بدون حياء أو خوف أو اعتبار لاحتمال اكتشاف سرقته وفضحه على مستوى العالم وإصدار نشرة تحذيرية باسمه مقترناً باسم بلده..!!
* ماذا ننتظر أيها السادة لنراجع سياساتنا ومؤسساتنا التعليمية ونعيد النظر في بعض من دخلها بدون وجه حق ليعيث فيها فساداً ويفضحنا ويبيع إرثنا الأكاديمي وسمعتنا بحطام الدنيا الزائل من الريالات والدراهم والمجد الزائف..!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
25 يوليو 2010