زهير السراج

مأساة طبيب..!!

[ALIGN=CENTER]مأساة طبيب..!! [/ALIGN] ما أقسى أزمة الطبيب الذي يجد نفسه عاجزا عن توفير العلاج لأقرب الأقربين اليه، في الوقت الذي تظن فيه كل أسرة انها أصبحت في مأمن عن المرض بوجود طبيب بينها، خاصة عندما يكون أبا أو ابنا او شقيقا، ولكن سرعان ما تتضح لها الحقيقة بأن المال هو من يحتاج اليه الانسان للعلاج وليس المهنة
؟.. ويا لها من حقيقة مؤلمة..!!
* كم من ملاحم بطولية خاضها ملائكة الرحمة من أجل انسان بلادي.. يحتفظ بها التاريخ للأجيال القادمة في انصع صفحاته، ويحتضنها الشعب السودانى بين حنايا ضلوعه، ويسجلها بأطهر المداد في ذاكرته التي لا تصدأ..!!
* وكم من مريض يتكفل بعلاجه الاطباء ويدفعون عنه النفقات كاملة.. كأنهم أبوه أو أمه أو اشقاؤه، ولقد رأيت بعيني اطباء يجمعون المال لعلاج مريض لم تجمعهم به إلا المستشفى، ورأيت بعضهم يسهر الليالي بالقرب من مريض ليس لهم به صلة سوى العنبر الذي يرقد به، وكم رأيت بعضهم يذرف الدموع عندما يموت بين ايديهم مريض لا يعرفونه، ثم كيف يسرعون لاداء الواجب بالتعزية والمجاملة وكل ما عرف به مجتمعنا من خصائص في مثل هذه المناسبات.. برغم ان بعضهم لا يوجد في جيبه (حق الفطور او المواصلات)!!
* صدقوني لا أكذب ولا أبالغ، ولست محتاجا لذلك، فهذه هي الحقيقة التي يعرفها الجميع، وإلا لما ارتفع لطبيب صوت بالشكوى والانين والمطالبة، فكم هم عظماء ونبلاء أطباء بلادي الذين مهما قسونا عليهم إزدادوا توهجا ولمعانا ولسان حالهم يردد.. بلادي وان جارت عليّ عزيزة.. واهلي وإن ضنوا عليّ كرام..!!
* اخوتي واخواتي الاطباء والطبيبات وكل اهل الخير في بلادي.. وصلتني رسالة من طبيب يعرض فيها حالة شقيقتيه الطالبتين الجامعيتين اللتين تعاني احداهما من سرطان والاخرى من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي وهما في حاجة إلى العلاج الفوري بجمهورية مصر، ولقد استقال الطبيب من عمله بدولة عمان حتى يتفرغ لعلاجهما ويساهم بحقوق خدمته في دفع التكاليف، كما بذل والدهما كل مستحقات خدمته الطويلة في التدريس من اجل ذلك، ولكن ما زال هنالك حاجة إلى الكثير..!!
* انها ملحمة انسانية أخرى تنتظركم وتنتظرنا على الرقم.. 0912965525، فهل نضيفها إلى قائمة انتصاراتنا، ام نتركها تتغلب علينا وتترك اسرة تعيش طول حياتها في دموع الاسى والبؤس وآلام الحرمان..؟!!.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
31 يوليو 2010