زهير السراج
جغرافية.. بالعافية..!!
* بل اشترطت اللجنة أن يكون التقديم للوظيفة حسب الدرجة الجامعية التي حصل عليها المتقدم بدون أدنى اعتبار لأية درجات أو خبرات أخرى حصل عليها لاحقاً.. برغم أنها هي نفسها لم تتقيد بهذا الشرط الذي حرمتهم به من التنافس على الوظائف التي يجيدونها..!!
* من أمثلة ذلك أن إحدى المتقدمات وهي معاقة سمعياً وحاصلة على الدبلوم العالي والماجستير في تدريس اللغة الانجليزية بطريقة الإشارة في المرحلة الثانوية، وتعمل معلمة متعاونة في مدرسة (الأمل) ولها خبرة ممتازة في هذا التخصص النادر، فرضت عليها اللجنة أن تقدم لوظيفة فى مجال (الجغرافيا)، لأنها تحمل درجة البكالوريوس فى هذه المادة التي فارقتها منذ أكثر من عشرة أعوام.. كما فرضت عليها الجلوس لامتحان مقدرات لا علاقة له بالجغرافيا، وإنما هو امتحان معلومات عامة.. هل يعقل هذا؟!
* صحيح أن الدرجة الأساسية مهمة في الاختيار للوظيفة ولكن ليس في كل الأحوال خاصة في مثل هذه الحالة، فالمتقدمة لديها تخصص آخر حصلت فيه على أعلى الدرجات والخبرات وهي تعمل متعاونة في هذا التخصص الذي تسعى للحصول على وظيفة ثابتة فيه، فلماذا وعلى أي أساس تفرض عليها لجنة الاختيار أن تقدم لوظيفة أخرى في مجال ليس لديها علاقة به سوى شهادة قديمة.. وما هو العطاء الذي ستقدمه فيه ومن الذي سيملأ الفراغ الذي ستتركه في مجال تدريس اللغة الانجليزية بالإشارة وهو تخصص نادر جداً..؟!
* من المؤسف ألا تكون لدى البعض أي قدرة على النظر إلى الأمور إلا بقدر ما هو مكتوب في النصوص.. وعندما يتطلب الأمر التقيد بالنصوص تجدهم أول من يخالف هذه النصوص حتى لو كانت ملزمة مثل الدستور، وهو ما تفعله لجنة الاختيار للخدمة العامة بولاية الخرطوم التي تنتهك الحقوق الدستورية لأصحاب الحاجات الخاصة بحرمانهم من حق العمل الذي كفله لهم الدستور بتعريضهم لامتحانات تعجيزية، بينما تصر في الوقت نفسه على التمسك بالدرجة الأكاديمية الأولية أساساً للتقديم للوظيفة حتى لو لم تكن لهذه الدرجة علاقة بالوظيفة.. ماذا نقول عن ذلك؟!.
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
3 أغسطس 2010