زهير السراج

ستظل في قلوبنا يا عصام..!!


[ALIGN=CENTER]ستظل في قلوبنا يا عصام..!! [/ALIGN] * فقدنا في الأيام القليلة السابقة أحد الأفذاذ في مجال الطب والجراحة هو الدكتور (عصام محمد عبدالسلام العجيل) الذي أحدثت وفاته جرحا غائرا لن يبرأ في قلب كل من يعرفه، إذ كان بالنسبة للكثيرين البلسم الشافي والصديق الوفي والطبيب الذي يقدم الكثير ولا يتنظر مقابلا.. كما كان انسانا اجتماعيا ومجاملا لأبعد الحدود عرفته ووسعدت به الكثير من المنتديات في كل الاماكن التي عمل بها داخل وخارج السودان، خاصة في محبوبته ومعشوقته ومسقط راسه ومرتع صباه مدينة أم درمان وحي الازهرى ببيت المال.. وذلك برغم مسؤولياته ومشغولياته العديدة كاستاذ وجراح يقضي جل يومه في غرف العمليات أو في المستشفى أو العيادة او في المؤتمرات يلاحق آخر تطورات المهنة ومستجداتها ويشارك بالاوراق والابحاث والمناقشات..!!
* أظهر عصام نبوغا مبكرا والتحق بكلية الطب جامعة الخرطوم التي حقق فيها نجاحا كبيرا أهله للحصول على بعثة دراسية إلى انجلترا للتخصص في الجراحة العامة ثم في جراحة ومناظير الجهاز الهضمي، وعاد منها ليعمل في السودان فترة من الوقت قدم فيها الكثير ثم سافر ليعمل بدولة الامارات العربية التي نال فيها شهرة كبيرة ووصل إلى أرفع المناصب، إلا انه آثر العودة للعمل في السودان كاستاذ وجراح في عدد من المؤسسات التعليمية والطبية آخرها جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا ومستشفى يستبشرون اللتين قدم لهما عصارة فكره وخبرته وتجربته المهنية والانسانية العميقة وكان الاستاذ والطبيب الصديق المحبوب لطلابه ومرضاه حتى آخر لحظة من حياته القصيرة بمعايير الزمن.. الطويلة العامرة بمعايير الانجازات.
* جاءت وفاته مفاجئة وقاسية على الجميع إذ لم يشك يوما واحدا طيلة حياته من مرض او علة وظل يؤدي عمله بتفان واخلاص وحماس حتى لحظة مغادرته الى الاردن للخضوع الى عملية جراحية لم يخبر بها أحدا إلا بعض اقرب الاقربين اليه باعتبارها مسألة عادية بالنسبة اليه كجراح حاذق سرعان ما تنتهى ويعود إلى عمله وأسرته وأصدقائه.. إلا ان لحظة الفراق كانت قد حانت فرحل إلى عالم الخلود والانوار وتركنا للدموع والاحزان.. غير اننا لا نملك إلا نتقبل ارادة الله وندعو لفقيدنا العظيم بالرحمة ونتمسك بالصبر الجميل..!!
* لقد رحلت يا عصام عن دنيانا الفانية بجسدك فقط، ولكنك ستظل معنا بروحك النقية واعمالك العظيمة وانسانيتك المرهفة واحاسيسك الرقيقة واحاديثك الممتعة وكلماتك العذبة وضحكاتك الصافية واياديك البيضاء وانجازاتك البديعة التي ستظل علما يرفرف في سماواتنا..!!
* نم هادئا قرير العين فلقد اديت ما عليك كخير ما يكون الاداء.. وكنت انسانا نبيلا وطبيبا عظيما وصديقا وفيا وزوجا مخلصا وأبا عطوفا.. نسأل الله لك الرحمة والمغفرة ولاسرتك وطلابك واصدقائك الصبر وحسن العزاء.. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
6 أغسطس 2010