زهير السراج
العاقبة عندكم في الكشات..!!
* حكى لي أب أسرة كريمة انه حرم نفسه وافراد اسرته من حضور حتى حفلات زواج الاقارب خوفا من مثل تلك الأحداث، ورغم انه يشعر بألم شديد لهذا الحرمان وتأثيره السلبي الكبير خاصة على زوجته وبناته اللائي لا يجدن فرصة للترفيه او لقاء الاهل إلا في هذه المناسبات، إلا ان ذلك أفضل من المطاردات والجر الى الأقسام والشائعات والفضائح..!!
* قلت له ولكن ما أعرفه عنكم انكم اسرة محافظة جدا في المظهر العام والتصرفات وكل شيء فما الذي يخيفكم من حضور هذه المناسبات؟!
* قال الرجل بألم شديد.. (هنا تكمن المشكلة).. وحكى لي بأن أحد أصدقائه وجيرانه ــ وهو اكثر تحفظا وتشددا منه في موضوع المظهر العام بحكم تربيته ونشأته الدينية وتقاليد اسرته الصارمة ككثير من الاسر السودانية ــ حضر هو واسرته من السعودية في اجازتهم الصيفية فدعاهم أحد أصدقائه لحضور حفل عام في (بيت الفنون) بمدينة بحرى أمسية الخميس قبل الماضى، فلبى الدعوة باعتبارها فرصة للتسرية عن النفس في مكان محترم بعد اعوام من الغياب عن السودان، فكان ما كان من مداهمة شرطة امن المجتمع للمكان فور انتهاء الحفل بدون ان تتح للحاضرين فرصة الخروج فأصيبت زوجته وبناته برعب شديد رغم انهن لم يتعرضن لمضايقات مباشرة بسبب ارتدائهن لملابس لمحتشمة جدا إلا ان ما حدث والطريقة التي تعاملت بها الشرطة مع الحاضرين كانا كافيين لإصابتهن بالرعب الشديد حتى اليوم..!!
* حكى لي الرجل هذه الحكاية ثم سألني: (ألم اكن على صواب عندما حرمت نفسي واسرتي من حضور المناسبات الاجتماعية؟!).
* لم اجد ما اجيب به على محدثي، ولا أملك إلا أن أتساءل.. (ما الذي يدعو لكل ذلك؟، وهل من الحكمة ان يحبس الناس في منازلهم بدون ذنب غير محاولة الترفيه عن النفس ومجاملة الاهل والاصدقاء؟.. وهل يسعد البعض ان ينتشر الخوف في المجتمع.. ويخاف الناس حتى من المناسبات السعيدة؟!).
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
7 أغسطس 2010