{ لقد أتاحت لي الظروف أن أجري مقابلة صحفيَّة (نادرة) مع الراحل «خليل إبراهيم» في جناحه الخاص بفندق «المهاري» بالعاصمة الليبية «طرابلس» عام 2007م، وقد نشرت حلقاته بصحيفة (آخر لحظة)، وأحدثت ضجَّة في ذلك الوقت، وكان «خليل» متمسِّكاً بضرورة إزالة النظام الحاكم في السودان، ثم أجريتُ معه حواراً آخر عبر الهاتف عام 2010م، عندما رفضت السلطات التشاديَّة دخوله العاصمة «إنجمينا»، فظلَّ عالقاً في طائرة ليبيَّة خاصَّة بالمطار لساعات طويلة، استطعتُ خلالها مع زميلي «طلال إسماعيل» الوصول إلى الرجل، واستنطاقه حول أزمته مع الحكومة التشاديَّة، إلى أن غادر إنجمينا إلى طرابلس محتمياً بالعقيد «معمر القذافي» وهو – أيضاً – لقي الله قتيلاً، على أيدي ثوار ليبيا..!!
{ الرسالة المهمَّة التي ينبغي أن نوجَّهها إلى الجميع بعد عمليَّة اغتيال «خليل إبراهيم»، هي أن الرجل خرج (مقاتلاً) بالسلاح يطلب الإطاحة بالنظام الحاكم، ولهذا فإنه كان منطقيَّاً بل مُتوقعاً أن يقتُل، أو يُقتل، أو يُجرح، وقد عانى من آثار الجروح طويلاً في أعقاب غزوة «أم درمان» في مايو عام 2008م.
{ أمَّا الرسالة الأهم من واقعة «خليل»، فتقول إن حل مشاكل السودان لا يتأتَّى بحمل السلاح، بل بالعمل السياسي، والممارسة الديمقراطيَّة الرشيدة.
{ تغيير النظام – مهما كان سوؤه -لا ينبغي أن يكون عن طريق البندقيَّة، فللشعب السوداني خياراته التي جرَّبها ويعرفها، ويجيد تنفيذها، عندما يحين المعياد.
{ وفي كل الأحوال، فإنَّ القوات المسلحة السودانية تبقى هي المؤسَّسة القوميَّة (الجامعة) و(المانعة)، وصمام الأمان لوحدة هذه البلاد، ولا بديل عن مساندتها والوقوف إلى صفها.[/SIZE] الأهرام اليوم
