عبد اللطيف البوني

باب الجامعات مخلع


[ALIGN=CENTER]باب الجامعات مخلع [/ALIGN] تعليقًا على الأخبار التي تقول إن نسبة تعاطي المخدرات في الجامعات السودانية وصلت إلى 30 في المائة، رسم كاركتيرست صحفية الوفاق دوليب (هذا إذا قرأت إمضاءه صحيحًا) كاركتيرًا معبرًا يقول فيه المروج للطالب (بعد شوية ح ندخل خدمة (التوصيل للمنزل مجانًا) كدليل على تنامي الظاهرة والتطبيع معها. بحكم عملي في هيئة تدريس جامعية وعلى صلة بمعظم جامعات العاصمة أجزم بأنني لم أقف على حالة تعاطي أو ترويج واحدة وكذلك زواج عرفي طوال ربع القرن الذي أمضيته كعامل في هذا الحقل ولكن هذا لا ينفي وجود هذه الظواهر فأن يقف رجل في قامة الدكتور الجزولي دفع الله بخبرته الأكاديمية والطبية والسياسية وبصفته رئيسًا للجنة القومية لمكافحة المخدرات ويقول إن نسبة تعاطي المخدرات في الجامعات وصلت إلى عشرة بالمائة فلا بد من قرع ناقوس الخطر هنا وبشدة وعلى حسب مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد التي نقلت المعلومة فإن الدراسة التي تقول بنسبة العشرة أُجريت في العام الماضي على ثلاث عشرة جامعة في العاصمة وقامت بها اللجنة القومية بالتعاون مع مباحث الشرطة، يعني أن الشغلانة ليس فيها جهات مغرضة تريد تشويه سمعة السودان أو جهة حكومية تريد أن تمهد للحكومة للسيطرة على الجامعات. أشهد بأن اللجنة القومية لمكافحة المخدرات ظلت ولأكثر من عشر سنوات (تكورك) إلى أن انشرخ حلقومها منذرة ومحذرة من تنامي هذه الظاهرة ولكن الدولة والمجتمع (ضاربين الصاد) فالدولة مشغولة ببلاواها المتلتلة والمجتمع منصرف لآثار تلك البلاوى الواقعة على يافوخه وسنظل هكذا إلى أن يأتي يوم يقول فيه الطالب لولي أمره ( بابا المصروف دا ما ممكن يقضي الكيف والفطور والمواصلات) فيرد عليه الأب (الكيف دا تلقاه في البيت) كما جاء في الكاركتير أعلاه. فإذا كان الوالد من طلاب هذا الزمن أبو عشرة في المائة والوالدة كذلك (بالمناسبة توجد نسبة تعاطي وسط الطالبات ولكنها قليلة) فما الذي يمنع من وصول الخدمة للبيت. نحن اليوم أمام أمر خطير ولا يوجد خلاف في أن هذا الأمر تجاوز مرحلة دفن الروؤس في الرمال وأن السكوت و(الغتغتة) عليه ضررها أكبر فالحال هكذا المسؤولية مسؤولية الجامعات فإذا كانت الجامعات بما لديها من إمكانات أكاديمية هي المنوط بها دراسة كل مشكلات البلاد ووضع الحلول العلمية لها فمن باب أولى أن تبدأ بنفسها وتقوم بدراسة هذه الظاهرة ووضع المخارج لها، كنت أتمنى أن تكون المعلومات حول هذه الظاهرة نابعة من ذات الجامعات ليس من لجنة الجزولي دفع الله أو مباحث عابدين الطاهر. على العموم نشكر هاتين الجهتين المحترمتين وآن الأوان أن تلتقط الجامعات القفاز وتحمي فلذات الأكباد من هذا الإعصار المخدراتي. آن الأوان أن تعطي الجامعة لنفسها وظيفة تربوية بالإضافة للوظيفة الأكاديمية. إذا كان لا بد لبكالريوسات ودبلومات الجامعات من أن تكون مصحوبة بشهادة في التسطيل فلتذهب كل هذه الأوراق إلى الجحيم. في تقديري أن السيطرة مقدور عليها إذا تحرك غول الجامعات (أبونومة سنة) تجاه هذا الأمر وحرك معه الأسر وكافة فئات المجتمع فللأمم الأخرى تجارب ناجحة يمكن الاقتداء بها فنحن لسنا أول المسطلين ولا آخرهم ولكن قد نكون أفقرهم.

صحيفة التيار – حاطب ليل- 7/8/2010
aalbony@yahoo.com