زهير السراج

النظام العام وموائد اللئام…!!


[ALIGN=CENTER]النظام العام وموائد اللئام…!! [/ALIGN] * اقترح أن تداهم شرطة النظام العام الموائد الرسمية في رمضان التي تستفز الناس وتهدر اموال الدولة.. وذلك حتى تثبت انها تعمل على حفظ النظام العام وحماية المجتمع من المظاهر التي تخدش الحياء العام وتثير الفتنة والبغضاء بين الناس، فليس هنالك اكثر استفزازا للناس وخدشا للحياء العام من مائدة تعج بكل ما لذ وطاب من الطعام والشراب ينفق عليها من لا يملك من مال الشعب على من لا يستحق، بينما يعاني (85 %) من الشعب من الجوع وشظف العيش، فضلا عن عشرات الآلاف من الغرقى والمشردين والنازحين..!!
* بالطبع فان شرطة النظام العام لن تفعل ذلك، وربما عدت اقتراحي نوعا من الحديث الفاضح وسوء الأدب مع الكبار وخدش حيائهم مما يتطلب جريا إلى المحكمة ومعاقبتي بالجلد والغرامة.. كما تفعل مع الضعفاء الذين يرتكبون (المعاصي) ــ حسب قانون النظام العام أو ما يسمى بقانون (أمن المجتمع) ــ والمجتمع منه براء..!!
* غير أن سبب اقتراحي هو أن عدة توجيهات وقرارات رسمية كانت قد صدرت في السنوات القليلة الماضية لمؤسسات الدولة بعدم اقامة موائد اللئام واهدار المال العام، إلا أن آلاف الموائد الرسمية انتشرت في معظم مؤسسات الدولة تستضيف (الوجهاء) وتمد لسانها ساخرة من القرارات وتستفز الشعب الصابر الكريم.. الذي يتعفف حتى عن اطلاق الآهات، دعك من الكلام والاحتجاجات!!
* وبما ان هذا العام يشهد ازمة اقتصادية خانقة وشحا كبيرا في السيولة والعديد من الصعوبات والمشاكل والكوارث فاننا نتوقع إلغاء تلك المساخر الرمضانية ــ ورمضان منها بريء، وتوجيه الاموال المخصصة لها لمتضرري الامطار والسيول في شندي والنيل والكوة.. إلخ ولاخوتنا النازحين في دارفور رأفة بحالهم من (ساردين الخواجات)، ولإخواننا في الجنوب دعما للوحدة الجاذبة، ولا اعتقد أن حكومتنا ستبخل على اهلنا الطيبين ببضع تمرات مستوردات وحسوات من عصير الفراولة بالزعفران!!
* ولكن بالله عليكم كونوا صادقين هذه المرة في ما تقولون وما تفعلون ولا تكونوا كالذين قال فيهم الله سبحانه وتعالى: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ(10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ(12)) البقرة.
* وتذكروا حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم به).
* وأخيرا فإننا ندعو الله الكريم في غرة هذا الشهر الكريم ألا نكتشف غدا أن الموائد ألغيت وذهبت اموالها فيما لا ينفع الناس، وكل عام وانتم بخير!!.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
11 أغسطس 2010