عبد اللطيف البوني

الإطعام الإجباري

[ALIGN=CENTER]الإطعام الإجباري [/ALIGN] لقد أعلنت لجنة الحج القومية (المركزية) القيمة الكلية المطلوبة للمسافرين لأداء هذه الفريضة هذا العام (جوًا وبحرًا) ثم أعلنت تخفيضها مرة أخرى ولم تذكر أو تعلن أن هنالك خدمة جديدة سوف تقدَّم لحجاج هذا العام وهي الإطعام والسؤال هو: هل لجان الحج الولائية لها حق في الخروج عن لوائح الحج المركزية؟ لقد ذهبت وزوجتي إلى لجنة الحج ببورتسودان وجلست مع اللجنة وأوضحوا لي كل التكلفة وطوال جلوسي معهم لم يذكروا لي أن هناك بندًا جديدًا أو خدمة جديدة تقدَّم لحجاج هذا العام. قمنا بتقديم كل المستندات المطلوبة وسددنا كل التكلفة المقررة من لجنة الحج المركزية. سألت من جانبي اللجنة الموقرة طبعًا سوف نسترد شيك مبلغ 2000 ريال لي ولزوجتتي عند وصولنا إلى الأراضي المقدسة، كان ردهم بالنفي لا لن يتم تسليم أي مبلغ للحجاج هناك هذا العام، لماذا؟ كان ردهم إن شاء الله سوف نقوم بإطعامكم ونشربكم الشاي والقهوة، قلت لهم يعني الحاج ما يشيل أي مبلغ معاه، كان رد رئيس اللجنة كالآتي: يعني يشيل معاه مبلغ لزوم الاحتياطي وأنا أقول احتياطي من ماذا؟ هل يتوقع رئيس اللجنة من الآن الفشل في هذه المهمة؟ يا سبحان الله!! هذا مرفق ديني يعني الموضوع سري وعلمت به عن طريق الصدفة عند سؤالي لهم عن المبلغ موضوع النقاش عند جلوسي إلى اللجنة، وقد قمت بدوري بسؤال بعض المتقدمين للحج لهذا العام ولم يكن لديهم فكرة عن الموضوع. أي أن جميع المتقدمين للحج لهذا العام ليسوا على علم بأنهم لن يستردوا مبلغ الـ 1000 ريال كما هو معتاد في مواسم الحج السابقة. وهذا يعني أن التخفيض الذي أعلنته اللجنة المركزية (راح شمار في مرقة) كما يقول المثل.. في اعتقادي بل وموقن بأن لجنة الحج الولائية لديها عجز في دفع حوافز اللجنة أو لزيادة مبلغ الحوافز عند الانتهاء من عملهم وليس لديَّ تبرير غير هذا لجمع المبالغ من الحجاج بحجة إطعامهم. نأتي لموضوع الإطعام نفسه إن هو صار حقيقة، في حج سابق لي تجربة شخصية بأن تكلفة الإعاشة للحاج الواحد لا تتجاوز الـ 300 ريال طوال مدة إقامته بالأراضي المقدسة، ومن أحسن الطعام وأجوده ومعه الفواكه والشاي والقهوة. إن مسألة الأكل والشرب مسألة ثقافية ومزاج شخصي للفرد وهناك أصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكري كما يوجد النباتيون وغيرهم، ثم إن 90% من الحجاج يكون معظم وجودهم بالحرم من صلاة الصبح حتى صلاة العشاء وهو السبب الأساسي الذي ذهبوا من أجله لطلب الرحمة والعفو من الله سبحانه وتعالى وليس الأكل والشرب، فكيف يتم جمعهم وإطعامهم.. هذا ضحك على العقول وفرية وبند مستحيل تحقيقه. يجب إيقاف هذا البند أو أن يكون اختياريًا لمن أراد. وفي الختام نطالب السيد/ الوالي الكريم بإيقاف هذه اللجنة عند حدها في السكن والترحيل فقط، أعطوا الحجيج أموالهم المسلوبة.( عمر فتح الرحمن سعيد – مصفاة بورتسودان موبايل: 0123717440).

صحيفة التيار – حاطب ليل- 9/8/2010
aalbony@yahoo.com