زهير السراج
وساكنو النيل غرقان وعطشان..!!
* وان التخلص من الطين يحتاج الى كميات اضافية من مواد التنقية ، وان الحصول على هذه المواد يعني استيرادها من الخارج، وأن الاستيراد يحتاج الى اجراءات والى مال والى وقت.. وان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك وان لم تحترمه حرقك..!!
* وأن الماء هو عصب الحياة، واساس الصحة والنظافة، وان النظافة من الايمان، وان الايمان هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل، وليس المظاهر الزائفة والكلمات الرنانة والمناصب البراقة..!!
* كأنها لم تكن تعرف كل ذلك، وعندما تفاجأت به اصدرت بيانا هزيلا لتبرر فشلها وتغطي عورتها، ولكن هيهات… فمهما كنا سذجا او بلهاء فلن يخفى علينا فشل الهيئة الذي لا يحتاج الى دليل ابلغ من عطش الخرطوم التي لا تجد ما تبل به ريقها الا بيان الهيئة الهزيل..!!
* تقول الهيئة ان ارتفاع منسوب النيل هو سبب زيادة الطمي والعكورة والمواد العالقة في محطات المياه النيلية..(أنعم وأكرم).. مما قاد الى تدني انتاجية المياه بالمحطات نتيجة لتكاثر الطمي (ايه الذكاء ده؟!) واستدعى زيادة ومضاعفة كميات مواد التنقية لضمان تنقية المياه بالصورة المطلوبة (معقول؟!) الشيء الذي أدى الى استلاف الكميات الموضوعة للشهور القادمة (يا خسارة)..!!
* وتعترف بتأخر وصول الكميات المطلوبة من مواد التقنية التى كان مقدراً لها أن تصل في شهر يونيو الماضي..(بالله؟) ــ (من هو المتسبب فى التأخير، انتم ام المورد؟، واذا كان المورد فلماذا سكتم عليه حتى الآن)؟!
* ثم تخلص الهيئة الى النتيجة الحاسمة.. (لهذه الأسباب ولحرص الهيئة على تقديم مياه نقية بالمواصفات المطلوبة اضطرت لتقليل انتاجية بعض المحطات النيلية مما نجم عنه شح في امداد المياه لبعض أحياء الخرطوم خاصة وسط الخرطوم والخرطوم بحري والمهندسين بأم درمان (يا لرحمة قلبكم وحرصكم على اداء اعمالكم)..!!
* طيب.. ما دامت الهيئة بكل هذه الرحمة والحرص على سلامة المواطن، بالاضافة الى المعرفة العميقة والذكاء في التشخيص والتحليل واستخلاص النتائج، فلماذا لم تستعد منذ وقت مبكر لفيضان النيل وما يمكن ان ينجم عنه من عيكورة وقلة انتاجية ومحطات نيلية ومواد اضافية ومواصفات مثالية ومياه نقية، أم هو كلام والسلام؟!
* بالله عليكم.. أليس ما جاء فى هذا البيان هو أبلغ دليل على اهمال الهيئة في اداء واجباتها، واستهتارها بالمواطنين، ام انها هيئة شاعرية رقيقة لا تعترف الا بنيل من نشوة الصهباء سلسله، وساكنو النيل سمار وندمان؟!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
12 أغسطس 2010