زهير السراج

في انتظار جودو…!!


[ALIGN=CENTER]في انتظار جودو…!! [/ALIGN] * الشعب السوداني كله الان في حالة انتظار لما ستسفر عنه الكثير من القضايا الشائكة والمعقدة على رأسها قضية الوحدة والانفصال.. وقضية دارفور.. وقضية الجنائية.. وقضية شداد.. وأخيرا قضية الشكوى التي رفعها مدرب الهلال السابق كامبوس الى الاتحاد الدولي مطالبا الهلال بدفع حقوق خدمته التي تزيد عن (600 ألف دولار امريكي) في الوقت الذي يعاني فيه الهلال من ضائقة مالية شديدة لدرجة ان كابتن الفريق هيثم مصطفى يضطر الى اصدار بيان يقول فيه ان لاعبي الهلال يعانون من الجوع بسبب عدم صرف المرتبات.. وغيرها من القضايا الكثيرة المعقدة التي تواجهها البلاد..!!
* ومع الانتظار هنالك حالة حوار غير مفهوم وكلام لا رابط له يدعو للضحك والسخرية، يدور بين اطراف المجتمع الذي يعيش حالة من البؤس والاكتئاب..!!
* وضع اشبه بمسرح العبث الذي يجمع بين البؤس والفكاهة وتجري احداثه في عالم بائس يدعو للرثاء والشفقة والبكاء بينما يدور بين شخوصه المتنافرة حوار هزلي لا رابط بينه يثير الضحك والاستهزاء..!!
* المثال الأبرز لهذا المسرح هو ما كتبه عملاق الكتابة العبثية الايرلندي الأصل (صمويل بيكيت)، وعلى الأخص مسرحيته الشهيرة (في انتظار جودو أو غودو) التي كتبها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ونشرها في عام 1951 ووجدت حظا كبيرا من الشهرة عندما عرضت على المسرح الفرنسي في عام 1953، وقد سبق للمسرح السوداني ان تناولها في سنوات الازدهار المسرحي قبل أعوام طويلة ولاقت حظها من النجاح، وان لم تخني الذاكرة فلقد كانت البطولة للممثل العملاق عبدالواحد عبدالله أو للعملاق الآخر عزالدين هلالي ولكنني لست متأكدا فلقد طال الزمن..!!
* تتميز المسرحية بانها ليست ذات بداية او نهاية وانما هي سيل من الكلام بين بعض البؤساء من دون رابط او حبكة مسرحية أو احداث ذات توقيت مكاني او زماني..!! شئ يجعلك تموت من الضحك ويجعلك تشعر انك مشدود طول الوقت الى عالم عابث غارق في البؤس والهزل..!!
* الشخصيتان الرئيسيتان في المسرحية هما (جوجو) و (ديدي) اللذان يدور بينهما حوار غير مترابط، بينما يقبعان تحت شجرة في انتظار (جودو) ليخلصهما من الوضع المأساوي الذي يعيشانه، وهنالك (بوزو) و (لاكي) حيث يمسك (بوزو) بحبل ربط طرفه الاخر برقبة (لاكي) الذي يبدو مستمتعا او مقتنعا بهذا الوضع، وهنالك أخيرا الطفل الذي يرسله (جودو) ليخبر (جوجو وديدي) بانه لن يأتي…!!
* اما (جودو) فلا يعرف أحد من هو وأين هو وماذا يعمل..!!…

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
13 أغسطس 2010