الطاهر ساتي
للتوثيق … « سفينة نوح » .. !!
** فى الجمعة الفائتة أمطرت الاذاعة السودانية عبد النبي على أحمد – الامين العام لحزب الأمة – بوابل من الأسئلة حول هذا التراضي الوطني .. تحدث الامين العام بوضوح، وكشف بعض ملامح المحور الغائب عن الرأي العام ، حيث قال ان الاتفاق الذي خرج للناس عبر وسائط الاعلام هو الاطار العام للتراضي الوطني ، ولكن التفاصيل بجداولها الزمنية وآليات تنفيذها لم ولن تخرج للناس الا بعد أن تطلع عليها كل القوى السياسية – بما فيها حركات دارفور – ثم تناقشها وتجتهد فيها بالنقد والجرح والتعديل حتى تكتمل ثم تصبح اتفاقا قوميا شاملا ،هكذا قال عبد النبي عندما اتهم الاتفاقية بالثنائية .. وعليه – وفق حديث الامين العام – فان حزب الامة سيعرض الاتفاقية على القوى السياسية المتحالفة معه للتشاور والنقاش ثم القبول أو الرفض ، وكذلك سيفعل الحزب الحاكم مع حلفائه ، وملخص نتائج هذا وذاك هو اتفاق التراضي الوطني ، أو هكذا تنظر قيادة حزب الأمة للأمر ، وهو ليس بهذا اليسر الذي هم يتحدثون به .. اقناع القوى السياسية على تشكيل رؤية سياسية موحدة حول مجمل أوضاع البلاد ليس بالأمر اليسير ، بل أيسر منه اقناع عقلاء الدنيا بأن الشمس أحيانا تشرق من المغرب ..وليس خافيا على أحد بأن التى تجلس على قمة الهرم السياسي لأى حزب هى الاجندة الشخصية ، وتليها الاجندة الحزبية ، وأخيرا تجد بعد عناء الاجندة القومية قابعة بحياء في اسفل سافلي الهرم .. هكذا الحال فى كل القوى السياسية ، بما فيها « ثنائي التراضي » …!!
** وربما توجسا – أو ترقبا – من أن البعض لن يرضى باتفاقية التراضي الوطني وما جاء فيها ، حذر السيد الصادق المهدي – فى بورتسودان – القوى السياسية من مغبة الرفض ، واصفا الاتفاقية بسفينة سيدنا نوح عليه السلام .. كما تعلمون كل من رفض ركوب سفينة سيدنا نوح عليه السلام غرق وتلاشى في الطوفان وكان أشهرهم ابن سيدنا نوح عليه السلام ..أدهشني الوصف ، والامام معروف باتقانه فن وصف الاتفاقيات ، كان قد وصف اتفاقية نيفاشا التى أنهت أطول حروب القارة بال « جبنة السويسرية » ، وهى نوع من الأجبان ذات الثقوب ، ثم قال عن جيبوتي بعد التوقيع انه ذهب ليصطاد ارنبا فأصطاد فيلا ، ولكن عند التنفيذ اكتشف الكل السياسي – بما فيهم حزب الامة – بأن المؤتمر الوطني هو من أصطاد يومئذ الغابة كلها بكل أفيالها وأرانبها.. !!
** ولهذا.. مع كل سوداني يحلم بالاستقرار السياسي نتمنى لاتفاق التراضي الوطني بأن يؤدي مهام سفينة نوح كما يريدها السيد الصادق .. وننتظر مع الرأي العام قادمات الأيام الحبلى بنتائج الاتفاق.. ثم نقرر ان كان الاتفاق لعب – سياسياً – دور سفينة نوح ، أم ان حزب الأمة هو من اختار لعب دور..« ابن نوح » ..؟
إليكم – الصحافة – الاحد 25 مايو 2008م،العدد 5363
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]