زهير السراج

رئاسة جمهورية المالية ..!!


[ALIGN=CENTER]رئاسة جمهورية المالية ..!! [/ALIGN] وزارة المالية لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا تنزل .. بالله عليكم استمعوا لهذه القصة المؤلمة وأحكموا بأنفسكم ..!!
صدر في العام الماضي قانون المعاقين القومى لسنة 2009 الذي ينص في الفصل الثاني ( المادة 4 ـ 2 ـ ض) على حقوق وامتيازات للمعاقين ومن ضمنها ( إعفاء الأجهزة التعويضية ومعينات الحركة والتعليم من الرسوم الجمركية) التي يجب أن تلتزم بها أجهزة الدولة، وقد استبشر المعاقون بهذا القانون خاصة مع الدعم الكبير الذى وجده من رئيس الجمهورية وتصريحاته وتوجيهاته بتذليل العقبات التى تواجه المعاقين حتى يعيشوا حياة كريمة !!

غير أن وزارة المالية ( آسف رئاسة جمهورية المالية ) ترى رأيا آخر وتعتبرالمعاقين عبئاً كبيراً، يجب على الدولة أن تتخلص منه وليس العكس، و بناءً على هذا الفهم حررت نفسها من أى التزام تجاه المعاقين بغض النظرعن قانون المعاقين أو توجيهات رئاسة الجمهورية ..!!

مثال واحد على ذلك .. موظفة حكومية، وليست موظفة عادية، بل فى منصب قيادي رفيع تعاني من إعاقة حركية، سعت بمختلف الوسائل لتسهيل انتقالها من مسكنها إلى عملها وبالعكس، ولكنها ظلت تصطدم بالقرارات والعقبات التي تضعها وزارة المالية ( آسف رئاسة جمهورية المالية ) في طريق المعاقين ..!!

عندما أصدرت الوزارة قرارها بتمليك العربات الحكومية للموظفين تقدمت الموظفة لامتلاك عربة مثل غيرها من الموظفين خاصة أنها تشغل وظيفة قيادية، ولكنها فوجئت بمن يقوم بمهمة تمليك العربات للموظفين يطلب منها تسجيل اسمها في وزارة المالية على أن تنظر الوزارة إلى طلبها فيما بعد إذا كانت هنالك عربات فائضة، وكانت صدمة بالنسبة لها ..!!

وتكررت الصدمة مرة أخرى عندما سافرت إلى دولة عربية ووجدت أسعار العربات معقولة فقررت شراء عربة، وعندما عادت ذهبت إلى اتحاد المعاقين لكتابة خطاب إلى وزارة المالية للحصول على إعفاء جمركي إلا أنها فوجئت بمن يقول لها إن الإعفاءات الواردة في القانون موقوفة بقرار من وزارة المالية، تخيلوا .. إعفاءات قانونية موقوفة بقرار، وهو ما قالته لهم فلم تجد عليه إجابة ..!!

ثم جاءت الصدمة الثالثة عندما خصصت الوزارة منحة مالية شهرية لأصحاب العربات وحرمت منها غيرهم حتى المعاقين الذين يستخدمون وسائل باهظة التكلفة للترحيل لأنهم لا يستطيعون استخدام المواصلات العامة ..!!

إذا كان هذا ما يحدث لموظفة قيادية ــ بسبب الإعاقة ــ فما الذي يحدث لبقية المعاقين الذين ليس لديهم وظائف قيادية تعينهم على الحياة ولا يستطيعون إسماع أصواتهم للغير؟! اتقوا الله يا هؤلاء وتذكروا يوماً يشيب فيه الوالدان، إذا كنتم لا تحترمون القانون ..!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
22 أغسطس 2010