زهير السراج

كفاية..!!


[ALIGN=CENTER]كفاية..!! [/ALIGN] تمنينا أن تتعامل الحكومة مع قرار الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) حسب خارطة الطريق التي رسمها لنا لحل ازمة انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم وتجنب فرض عقوبات دولية علينا وتجميد نشاطنا الرياضي الخارجي لما له من آثار سلبية كبيرة على النشاط الداخلي، بالاضافة الى حرمان فريق الهلال الذي ظهر بشكل جيد هذا العام من المشاركة في البطولة الافريقية وتحقيق حلم طال انتظارنا له، سيكون له بدون شك مردود ايجابي كبير على اشياء كثيرة في حياتنا إذا تحقق بإذن الله الكريم..!!
غير أن الحكومة أبت الا ان (تخبط رأسنا في الحيطة ــ كعادتها) وتجري الانتخابات بالطريقة التي رسمتها مما وضعنا في موقف صعب لا نحسد عليه في انتظار صدور قرار الاتحاد الدولي الذي سيحدد مصير انتمائنا الى هذه الرابطة الدولية ومستقبل مشاركاتنا الخارجية وحلمنا الجميل..!!
ومن الغريب ــ بعد كل ما فعلته الحكومة ــ ان يصرح الوزير حاج ماجد سوار للصحف بان المشكلة قد سوت مع الاتحاد الدولي، بدون ان يقول لنا كيف سوت المشكلة او يدلي بأي تفاصيل تطمئننا، وكأنها سر حربي مقدس لا يجوز الحديث عنه، أو أننا مجرد (مخلوقات بدائية) لا يحق لها أن تعرف أو تفهم شيئا بل تتلقى الاوامر وتسمع وتصدق وتطيع، الا اذا كان سيادة الوزير نفسه لا يعرف شيئا ويقول أي كلام (والسلام)..!!
والأغرب أن تهلل بعض الصحف لحديث الوزير وتروج له، بدون ان تبذل اي جهد لمعرفة الحقيقة أو تجد فى نفسها الكفاءة المهنية او الجرأة لتسأله كيف جرت التسوية؟ وما هي الضمانات، ولكنها تتصرف كالطفل الصغير الذي يفرح بقطعة الحلوى ويأكلها بدون ان يعرف كيف جاءت وماذا تحتويه..!!
وهي نفس الصحف التي خدعت الوزير من قبل بكتاباتها الركيكة وآرائها الفطيرة وأوهمته بأن الاتحاد الدولي لن يتدخل في مشكلة الانتخابات، فخذلها الاتحاد وتدخل بقوة في وقت قصير لم يدُرْ بخلد أي احد، واصدر قرارته المعروفة للجميع !!
والآن يأتي السيد الوزير ليدلي بتصريحاته الغريبة فتلتقطها تلك الصحف وتروج لها، فهل هو تبادل ادوار، أم ان الوزير يريد خداع الصحف التي خدعته ويرد لها الصاع صاعين ويخرج لسانه ساخرا منها عندما يصدر الاتحاد الدولي قراره بمعاقبة السودان وتجميد نشاطه الخارجي وحرمان الهلال من المشاركة في الكأس الأفريقية وتحقيق الحلم الذي طال انتظارنا له، ام اننا لم نعد نفهم ما يدور حولنا؟!
لقد سئمنا من هذه اللعبة.. فحتى كرة القدم التي نهدئ بها دموعنا وندفن فيها أحزاننا وآلامنا وبؤسنا، تريدون التلاعب بها وحرماننا منها..؟!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
31 أغسطس 2010