[ALIGN=CENTER]عقلية الغباء المزمن..!! [/ALIGN]
* نحن دائما (ورا)، او في أفضل الأحوال.. (محلك سر) لأننا لم نفهم أن ما نفعله من أجل اليوم فقط لا يصلح غدا!! * الحياة تتطور والمشاكل تتطور ولابد أن تنظر الحلول الى المستقبل وهي تعالج مشاكل الحاضر.. ولكننا للاسف نتجاهل ذلك فنجد انفسنا في صراع دائم مع نفس المشكلة التي تتطور بينما تتراجع مقدرتنا في التعامل معها..!!* إذا أخذنا مشكلة التصريف المائي في الخريف (كمثال) نجد اننا نقول ونفعل نفس الشيء الذي فعلناه في العام الماضي بدون فائدة تذكر..!!* ما من حكومة جاءت إلا وتعاملت مع المشكلة بنفس العقلية التي تعامل بها الحكومة السابقة، برغم ثبوت فشلها.. عقلية رزق اليوم باليوم!!* واي مسؤول جلس على الكرسى لم ينظر الى المشكلة أبعد من الكرسي الذي يجلس عليه، ولم يفكر في معالجة مشكلة الخريف الا في حدود (الميقات الزماني) الذى يكون فيه مسؤولا.. اما خريف بعد خمسين أو عشرين عاما او حتى خريف العام القادم الذي لا يضمن أن يكون فيه هو الجالس على الكرسي فهو شأن لا يخصه، لذلك فشلوا جميعا في تقديم حلول جذرية لمشكلة الخريف، وما ينطبق على الخريف ينطبق على غيره..!!* لم نر او نسمع حاكما او حكومة حاولت معالجة مشكلة الخريف بشكل جذري ــ في منطقة صغيرة في الخرطوم دعك من الخرطوم كلها أو اية مدينة أخرى ــ وظلت كل المعالجات صغيرة ووقتية وغبية غباء العقلية التي فكرت ونفذت..!!* ولمن يعتقد او يقول إن المشكلة مشكلة امكانيات فهي ليست كذلك، لأننا لم نسمع او نقرأ بأن هنالك من (فكر) مجرد تفكير في خطة للمعالجة الجذرية ـ دعك من التنفيذ ــ واتحدى من يقول غير ذلك أو من يطلعنا على تفاصيل مشروع لمعالجة المشكلة بشكل جذري (ولو في منطقة صغيرة) أعدته شركة ذات خبرة في هذا المجال بتكليف من الحاكم او المسؤول..!!* لقد كان آخر مشروع مفيد في هذا المجال في مدينة كأم درمان (مثلا) هو المصرف الرئيسي للمياه (من غرب أم درمان حتى منطقة أبوروف) الذي أقامه الاستعمار البريطانى قبل أكثر من سبعين عاما، وليت الحكومات التى جاءت بعد الاستعمار تركته على حاله ولكنها قامت، خاصة حكومة الانقاذ بتوزيع الاراضي السكنية في مجراه فتسببت في اغلاقه وفي ما يحدث من كوارث في مناطق جريانه في خريف كل عام!!* حتما سينتهي الخريف هذا العام وسننسى كل شيء ليعود الصراخ والعويل (فجأة) مرة اخرى في العام القادم، مهما اختلف الشخص الجالس على كرسي الحكم..!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
6/9/2010