الطاهر ساتي
..!! وللسراب أيضا … شواطئ
** لن أرجع للوراء ، فالمساحة لن تسع حتى كل نماذج السنة الفائتة ، ناهيك عن سيل ما قبلها .. اذن نكتفي بنماذج من العام الفائت وهذا العام .. وعليه ، حين ارتفع سعر القمح والرغيف فجأة ، فاجأ الحزب الحاكم الناس بمشروع يحمل اسم النفرة الخضراء، احتفل به البعض بدار الحزب في شارع المطار وسط آليات زراعية في اشارة للناس والصحف بأن الحزب يحتفل بالمشروع على شاطئ الانجاز ، هذا ان حسبنا تلك الآليات نهرا.. هناك خطب البعض بالوعد الأخضر وغنى البعض النشيد الأخضر وهتف البعض بالحناجر الخضراء ، ثم انفض الجمع الكريم بعد أن وعد الشعب الأكرم بان خير النفرة الخضراء سيغمر البلد في المستقبل القريب ..!!
** فانتظرالبلد ذاك الوعد بصبر جميل ، ونسى * أو تناسى * ماحدث لسعر القمح والرغيف ، بمظان أن النفرة الخضراء خير وأبقى .. وقبل أن يبلغ صبر البلد موعد أهل ذاك الحفل، فاذا ببرلمان البلد يفاجئ البلد بأن الميزانية التي خصصتها وزارة المالية لمشروع النفرة الخضراء ببعض الولايات لم يصرفها ولاتها في المشروع .. وهكذا ذهب المشروع بتلك الولايات الي حيث ذهب جدودنا زمان ،عليهم رحمة الله ، ولكن سعر الرغيف لايزال حيا يرزق .. وها هي الحكومة قبل أن تحاسب ولاتها على ميزانية النفرة الخضراء وفيم صرفت ولماذا ، قبل كل هذا تأتي بمشروع آخر مسمى بالنهضة الزراعية ، وكالعادة ننسى ونتناسى * شعبا وصحفا * ماوعدتنا به النفرة الخضراء لنغرق مرة أخرى * بمعنويات جديدة * في بحر الحديث عن النهضة الزراعية .. سنتحدث عنها كثيرا كثيرا ، خاصة هذا النوع من الحديث مرغوب رسميا وليس عليه رسوم أو ضرائب ..!!
** ذاك نموذج .. ثم الأسمنت وما أدراك ما الأسمنت ، ارتفع سعره بفضل سياسة المواصفات والمقاييس ثم نهج وزارة التجارة الخارجية، وحين بلغ السعر عنان السماء بدلا عن ازالة عقبة المواصفات وغيرها من عقبات الوارد ، خرجت وزارة التجارة للناس لتحدثهم بأن مستقبل البلد سيتشرف بتسعة مصانع للأسمنت ، فنسينا * وتناسينا * الحديث عن أسباب ارتفاع سعر اليوم ، وغرقنا في بحر الحديث عن المصانع التسعة والمستقبل الذي سيتشرف بها ، فهنيئا لجيل المستقبل ولجيل الحاضر الثواب على الصبر الجميل، وكل جيل يأكل زاده .. !!
** والسكر .. لم يكن سعره مرتفعا ، فارتفع .. والتجارة الخارجية تحظر تصاديق الوارد.. ثم المجلس الأعلى للاستثمار يبشر الناس * يوم أمس * بخطة لانشاء « 14 مصنع سكر » ، لانتاج « 9 ملايين طن ».. ليس هذا فحسب ، بل مخلفات تلك المصانع ستنتج كهرباء مقدارها « 2450 ميقاواط » .. أى ضعف انتاج خزان مروي .. ممتاز .. الخير باسط في المستقبل ان شاء الله .. وعليه سننسى * ونتناسى * حظر الاستيراد وارتفاع سعر اليوم ، لنغرق * شعبا وصحفا * في بحر الحديث عن ال « 14 مصنعا .. و9 ملايين طن ..و 2450 ميقاواط » … وكما قلت ليس على هذا النوع من الحديث رسوم أو ضرائب ، بل ربما يمنح المتحدث به…«حوافز وأجور» …!![/ALIGN]
إليكم – صحيفة الصحافة – 7 مايو 2008م،العدد 5345