جعفر عباس
عن الدوام والزواج بأكثر من مدام
وقد سبق لي ايضا ان اقترحت توسيع نطاق الخصخصة والعولمة، حتى تشمل كل وزارات الدولة، وتخيل ان شركة ايطالية اشترت المستشفيات العربية، وتولت ادارتها بالكامل، سيصبح المستشفى مشروعا ناجحا ماليا وستكون اسهمه “في السماء” في سوق الاوراق المالية! لأن الكل سيتسابق لدخول المستشفى كمريض كي ينعم بالعناية من ممرضات ايطاليات، وما أدراك ما الممرضات الايطاليات.. تعاني الروماتيزم الذي نسميه الرطوبة فتضع الممرضة الايطالية يدها على المفصل المصاب فترتفع درجة حرارة المريض وتتبخر الرطوبة.. وسيؤدي ذلك الى انعاش سوق التعليم الخاص لأن الكثيرين سيبادرون الى تعلم اللغة الإيطالية “لزوم المرض”، وقد يقول قائل ان وجود تلك النوعية من الممرضات سيزيد من نسبة التمارض وان معظم الموظفين سيتوجهون الى المستشفيات ليشكو من علل وهمية! ما تفرِق! فكما اثبتت التجربة السورية فإن التسيب حاصل حتى بدون تلك النوعية من الممرضات.. والأمور “ماشية”.. وسيكون المتضرر الوحيد من خصخصة المستشفيات، الأندية الكروية العربية، لأن معظم افراد الجمهور سيتحولون الى تشجيع انتر ميلان وسامبدوريا!
وطالما ان أجهزتنا الحكومية تدار على اساس خيري بدليل انها تعطي الرواتب للملايين نظير لا شيء تقريبا، فلماذا لا تجرب حكوماتنا تسريح اي تفنيش نصف الموظفين بكامل رواتبهم ومخصصاتهم لخمس سنوات ثم تعيدهم الى الخدمة، وتفنش الخمسين في المائة التي كانت تمارس العمل خلال تلك السنوات الخمس وهكذا بنظام الورديات طويلة الأمد، وبهذا توفر حكوماتنا الكثير من الكراسي والمكاتب والدباسات وفواتير الكهرباء والتلفون، وتضمن الحكومات بذلك، في نفس الوقت ان الموظفين سيؤيدونها ويصوتون لصالحها في اي انتخابات، فتنجح الحكومة بجدارة في كل انتخابات، فتنتفي الحاجة الى منح الموتى حق التصويت ورفع عدد السكان بنسبة 37% (في بلد افريقي غير شقيق كان عدد الأصوات التي فاز بها الرئيس أكثر من عدد سكان البلاد اجمعين رغم ان حق التصويت كان مكفولا فقط لمن هم فوق العشرين).
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com