الطاهر ساتي

المتعافي والكودة .. وما خفي أعظم ..(1)

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]المتعافي والكودة .. وما خفي أعظم ..(1)[/ALIGN] ** لقد عاد إلى ماليزيا مرة أخرى ، وكان قد جاء منها عقب قرار إقالته ..عاد مبارك الكودة إلى ماليزيا قبل أن يكشف الوثائق التي وعد بها الشعب السوداني .. سأكشفها إنحيازا لهذا الشعب ، أوكما قال الكودة .. ويا لحظ هذا الشعب الصابر الذى انحاز له معتمد الخرطوم أخيرا ، أي بعد أن أقاله والي الخرطوم عن كرسي السلطة .. آذان الشعب لم تكن صماء قبل الإقالة ، وكذلك معتمد الخرطوم لم يكن أبكمَ قبل الإقالة ، ولكن الكرسي الذي تم سحبه كان حاجزا بين فم المعتمد وآذان الشعب .. ولو تحدث الكودة بالوثائق والحقائق فإنه سيفعل ذلك إنحيازا للكرسي المسحوب وليس للشعب المسحوق ..وأي مواطن يحتمى به الكودة يعرف مايحدث في ولاية الخرطوم منذ زمن بعيد ، فللناس عقول وكذلك أنوف تشتم الروائح التي تنفثها ( مجاري الخرطوم ) ، ( طرق الخرطوم ) ، ( موانئ الخرطوم ) ، ( أسواق الخرطوم ) ، و أخيرا ..( مواقف الخرطوم ) …!!
** فالوثائق التي يلوح بها الكودة ما هي إلا إبتزاز سياسي رخيص ، ومراد به كسب شخصي أرخص ، ولا صلة للتلويح بمال الناس ولا حال البلد ، وكذلك وسيلة التهديد والوعيد التي يتجمل بها الكودة ماهي إلا وسيلة حق يراد بها غاية باطلة ، غاية الخلود في كرسي الثروة والسلطة ، تحت شعار ( دافننها سوا ) .. والدرب الذي يسلكه الكودة منذ منتصف الأسبوع الفائت ليس بدرب جديد على أبصار وبصائر الرأى العام في بلادى ، لقد سلكه من قبل علي الحاج وسار فيه ملوحا للناس براية ( خلوها مستورة ) ..لم يجد تلويح علي الحاج إلى يومنا هذا مؤازرا ، ولن يجد ، فالسؤال كان ولايزال وسيظل : أين طريق الإنقاذ الغربي ياعلي الحاج وآخرون ..؟.. تأمل النداء : يا علي الحاج ثم يا آخرون .. وهكذا لسان حال العامة اليوم وغدا وهو يقف على جانبي الدرب الذي يسلكه مبارك الكودة ملوحا براية ( عندي وثائق ) .. فالسؤال هنا أيضا كان ولايزال وسيظل لماذا رائحة وثائقكم وأعمالكم تزكم الأنوف يا الكودة وآخرون .. أي هكذا النداء : يا الكودة ثم ياالمتعافي وآخرون .. كلهم شركاء فيما يلوح بها الكودة ، ولن يكون الكودة بينهم ( ذئب ابن يعقوب ) …!!
** لكان رائعا هذا الانحياز للشعب لوعقد الكودة مؤتمرا صحفيا قبل الإقالة بسنة ، شهر ، أسبوع ، يوم ، أو حتى ساعة ، وأزاح فيه اللثام عن كل أوجه الفساد بالولاية ، بالوثائق والحقائق والأرقام ، ثم بعد ذلك يذهب الى بيته أو ماليزيا بالإقالة أو بالإستقالة .. ذاك هو الموقف الصحيح الذي لم يتخذه الكودة في الوقت المناسب في قضية موقف مواصلات ولاية الخرطوم ، وإتخاذه للموقف في وقت غير مناسب يؤكد بأن موقفه شخصي أكثر من أنه موقف يراد به الحرص على المال العام ولوائح ذاك المال .. وليس من العقل ولا العدل التصفيق للكودة كمايفعل البعض أو التصفير للمتعافي كما يفعل ذات البعض ..سيان هما في موضع المسؤولية ، وكلاهما يهتك عرض المال العام وشرف الشفافية الذي يجب أن يكون مصاناً في دهاليز الولاية ومشاريعها ، هذه الشفافية تتأوه تحت وطأة المحاباة والمحسوبية ، أو كما يلمح الكودة تلميح حق يراد به الإنتصار لنفسه وليس للمال العام أو اللوائح .. فالإنحياز لطرف في الأزمة دون الآخر يعد بمثابة إنحياز للباطل ، أيا كان هذا الطرف ..( والياً أو معتمدا ) ..!!
{ أما تفا صيل الأزمة – وغيرها من الأزمات المخبوءة – فهي أبشع مما تنقله الصحف وألسنة المدينة .. موعدنا معها غداً بإذن الله .. فالطعن في الظلال لم يعد مجدياً ، فليكن الطعن في الأفيال ..( إن كنتم و..كنا صادقين ) .. !!
إليكم – الصحافة -الاحد 07/9/ 2008م،العدد5468
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]