جعفر عباس

سامي ليس سامي

[B][ALIGN=CENTER][SIZE=4][COLOR=darkred]سامي ليس سامي [/COLOR][/SIZE][/ALIGN][/B] ظلت الشرطة المصرية ترصد نشاط محمد سامي فترة طويلة، حتى جمعت أدلة كافية على أنه يتاجر في المخدرات، ثم اعتقلته متلبسا بالجرم المشهود، ولكن واثناء نقله من مكان الى آخر تمكن سامي من الهرب، وكان وقتها محروسا من قبل ثمانية عساكر انشغلوا عنه بأمر ما، ولكن ذلك لم يعق التحقيق معه، واستكمل رجال الشرطة الثمانية اجراءات عرض المتهم على النيابة العامة، وانتزاع “اعتراف” كامل منه بأنه بتاع مخدرات، وجاء موعد المحاكمة وكان في قفص الاتهام شخصان بنفس التهمة لأن سامي كان يعمل مع شريك هو ذلك الشخص الثاني الذي كان في نفس القفص، وسأل القاضي المتهم: هل انت سامي محمد. فأجاب بنعم، ولكن المتهم الثاني صاح في القاضي: لا يا بيه مش هو،.. ده مش محمد سامي، والتفت إلى زميله في القفص محتجا: هتعمل شغل الأوانطة بتاعك قدام القاضي.. يا بيه أنا محمد سامي، بتاع المخدرات!
ولأن الخبرة تعلم القاضي عدم الاستخفاف بأي دليل او أقوال، فقد توقف القاضي الذي كان ينظر في تلك القضية عند إفادة المتهم الثاني، لأنه أدرك أن الحكاية فيها “إن”، فعاد وسأل المتهم: انت محمد سامي؟ فقال الرجل: بصراحة ربنا، لا،.. فسأله القاضي: طب انت تطلع مين؟ وجاي هنا تعمل ايه؟ فرد الرجل الذي كان يمثل امام المحكمة بوصفه تاجر المخدرات ويزعم أنه محمد سامي: أنا شرطي يا بيه، وتابع لقسم كذا وكذا،.. هنا قال القاضي لنفسه: المسألة كبرت واحلوِّت قوي!! وبعد سين وجيم أبلغ الشرطي القاضي ان زملاءه طلبوا منه ان يمثل على أنه المتهم، لأن الاعلان عن هروبه قد يكلفهم وظائفهم.. وحرام تخرب 8 بيوت! ولا أدري هل الشرطي الذي رضي ان يتقمص شخصية متهم يواجه جريمة عقوبتها السجن المؤبد او الاعدام عبيط وعلى نياته، أم ان زملاءه تعهدوا بتخليصه من العقوبة بالتلاعب بالأدلة، ولكن وفي كل السيناريوات فإن ذلك الرجل لا شك عبيط!! فالشرطة في بلاد كثيرة تتصرف بخبث ومكر متقن عند عجزها عن القبض على متهم او اثبات تهمة عليه بعد اعتقاله، ومن يتابع الصحف البريطانية والامريكية يصاب برعشة وغثيان بين الحين والآخر، عند قراءة تقارير عن كيف ان الشرطة فبركت الادلة ضد جون او جاكسون وأوصلته الى حبل المشنقة او الكرسي الكهربائي، وكيف ان سايمون قضى 27 سنة في السجن لجريمة لم يرتكبها، ولكن الشرطة حبكت الأدلة بطريقة تدينه، وعلى الأقل فإن رجال الشرطة المصريين الذين فبركوا قضية محمد سامي لم يحاولوا ان يوروطوا فيها شخصا بريئا بل ورطوا واحدا منهم في القضية، فصاروا جميعا متهمين وفقدوا وظائفهم! وفي كل الأحوال فان أكثر القضايا عرضة للفبركة هي القضايا السياسية، فمن السهل جدا في الدول الديكتاتورية إلباس أي شخص تهمة سياسية.. تطبع ورقة وتضعها في جيبه او سيارته.. تزعم انه قال لحشد جماهيري كلاما تحريضيا، ويتضح انه ولد أبكم لا يتكلم فتقول انه “مستهبل”.. ويؤكد طبيب انه فعلا أبكم فتحتجزه بموجب قانون الطوارئ، الذي يسري مفعوله في العالم العربي ما بين 43 و 77 سنة،.. وإلى المفبركاتية أهدي حكاية الرجل الكمبودي الذي اشترى وثيقة تأمين على الحياة وقرر الاستيلاء على قيمة الوثيقة فاشترى جثة من مستشفى ووضعها في سيارته ودحرج السيارة من تل مرتفع بعد ان اشعل فيها النار، وأبلغ أهله الشرطة بأنه مات في الحادث وتقدموا لصرف قيمة وثيقة التأمين، ولكن اتضح ان الجثة التي اشتراها وحرقها كانت لامرأة.

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com