صلاح شكوكو

مازدا موديل قديم

[ALIGN=CENTER]مازدا موديل قديم[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]في مباراة كاشفة انكشفت حقيقة منتخبنا القومي .. ووضح أنه هش البناء والتكوين .. إنهزم منتخبنا المنتشي بلا مبرر أمام منتخب تشاد .. ومعروف أن منتخبنا القومي ظل منتشيا منذ مباراته أمام المنتخب المصري الذي فاز فيها بأربعة أهداف دون مقابل بالخرطوم في المباراة التكريمية ..
مباراة منتخبنا التي أقيمت بالقاهرة ظل يتوقع لها الكثيرون شكلا مغايرا .. بل أن أكثر المتشائمين كانوا يتصورون فوزا كبيرا لمنتخبنا القومي .. وأن يخرج منها بعدد وافر من الأهداف ..
وحينما أقول أهدافا لا أقصد الإصابات التي تلج المرمى .. بل أقصد الأهداف الأخرى التي تجعل الفريق منتشيا وقادرا على إدارة الموقف لصالحة .. لأن الانتصارات تعطي الفرق الفرصة على البناء في ضوء الروح المعنوية العالية وهي ضرورية لعملية البناء .
الغريب أن المصريين أنفسهم حينما علقوا على المباراة صنعوا لمنتخبنا عالما وأهما ومثاليا .. وهذا بالطبع جاء عطفا على هزيمة منتخبهم في السودان ..
هذا الإحساس الواهم .. إنتقل الى منتخبنا القومي الذي تصور أنه أسد يمكن أن يتسيد الموقف .. بينما هو في الحقيقة نمر من ورق .. وهذه هي الحقيقة التي لا يعرفها المسئولون عن المنتخب ..
لكن ليست المشكلة في أن يكون المنتخب نمرا من ورق .. بل المشكلة أنه موهوم ومأزوم .. الوهم هو المرض والأزمة هي أن يعيش الناس حالة الوهم حتى تصبح الحالة أزمة .. يتحمل تبعاتها السودان كله .. في ظل غياب الرؤية العلمية الواضحة والخطط المستقبلية لتطوير الممارسة الرياضية في هيكلها وكلياتها لتكوين منتخب حقيقي يعبر عن السودان بواقعية .
لكن الوهم الكبير أن هؤلاء يتصورون أن مجرد تجميع بعض لاعبي الهلال والمريخ يمكن أن يصنع منتخبا يعبر عن السودان بكامله .. بحجة أنهم أصحاب ممارسات أكسبتهم المقدرة على النزال .. ناسين أن العشوائية هي التي تتحكم في تسجيلات هذه الأندية … فكل ما بني على خطأ يقود الى خطأ آخر .
حينما قدم من الكويت المدرب (( يانكو )) لتديب منتخبنا في سبعينيات القرن الماضي .. التف حوله كثير من المطبلين وحملة البخور .. ليحدثونه عن الهلال والمريخ .. لكن الرجل قال لهم دعوني أشاهد الدوري وأحكم عليهم بنفسي ..
وبالفعل أخذ الرجل يراقب اللاعبين ويحدد معاييرة ويختار اللاعبين الذين أحس بأنهم يمكن أن يكونوا مناسبين للعب القومي دون التأثر بالهلال والمريخ .. حيث أتي بفيصل عصبه من الموردة .. وشرف من النيل .. أحمد عدلان من التحرير عبد الكافي من بري .. وآخرين كثيرين جاء بهم من أندية الظلام الى النور .
أما كمال عبد الوهاب والدحيش الذين كانا فرسان أنديتهما في ذاك الأوان فقد إستبعدهما بحجة أنهما لاعبان محليان ولا يصلحان للمعاركة الدولية .. لكن القضية ليست في رأيه ومدى صحة ذلك بل في حجم إنجازه بالمنتخب الذي كونه والذي لن تنساه الذاكرة الرياضة في السودان .. أما مازدا فلن نتذكر له إلا عنوانا كتب في صدر إحدى الصحف المصرية عقب الخسارة من تشاد بأنه موديل قديم .
صحيح أن النصر والهزيمة وجهان للعبه وهما متلازمات للآداء الرياضي .. لكن المشكلة هي أن تخسر دون أن تقدم أبجديات الكرة في التمرير والإستلام وأن تؤدي مباراة بلا خطة واضحة وبلا تنظيم مخطط .
ما أخشاة أن يكون السيد مازدا قد تخيل أنه هزم المنتخب المصري بالخرطوم .. ونسي أن المنتخب المصري قد هزم نفسه بنفسه .. لكن يبدو أننا قد كتب علينا أن نعيش الوهم .. وأن نتعايش معه كذلك .. ونعيد إنتاجه مرة أخرى لنكون حالة عامة من الوهم العام .. ونصبح جوقة من الموهمين ..
حينما نفهم أن ما نمارسة لا يمكن وصفه إلا بالعشوائية نكون قد بدأنا في الوعي .. لأن الممارسة العلمية ممارسة محكومة بضوابط محكمة متناسقة ممرحلة ونسق علمي مدروس .. يقود حتما الى نتائج علمية ومتوقعة ومخطط لها .. بعيدا عن الإعتماد على هذا الفاقد التربوي التي أضرنا كثيرا ..

(( أصحوا ياناس من هذا الوهم الكبير )) .

——————-
ملء السنابل تنحني بتواضع …. والفارغات رؤوسهن شوامخ
——————

كلمات متقاطعة :-
 أسبوع واحد تبقى وأكون في إجازة في السودان بعد غيبة نسيت فيها ملامح الكثيرين .
 طفقت أجمع المتغيرات التي طرأت على السودان في غيابي .. أحد الظرفاء قال لي : (( البنات بقن يسفن )) ..[/ALIGN]

صلاح محمد عبد الدائم / شكوكو
shococo@hotmail.com