جعفر عباس
الخروج من شرك “الاشتراكي”
المهم ذهبت الى عز الدين في مكتبه في الشركة، وسألني عن مصير سفرتي الى لندن فأخبرته بأمر الأوراق المحتجزة لدى “أمانة المهنيين” في الحزب الحاكم، فأمسك بسماعة الهاتف وقال لمن كان في الطرف الآخر: يا الرشيد.. هل في معارض يمكن يجي الخرطوم من لندن على دبابة ويقلب الحكومة؟.. ودار بينهما حوار قصير عن حكايتي، ختمه عز الدين بقوله: طيب كلم الجماعة يرسلوا الأوراق لمكتبي فورا.. وكان الرجل الذي على الطرف الآخر هو رئيس الوزراء الرشيد الطاهر الذي كان واضحا انه استهجن بدوره حرمان شخص ما من الدراسة في الخارج لكونه كان معتقلا سياسيا (من دون ان يواجه تهمة أو إدانة).. لم يحدث كل ذلك لأنني شخص مهم ولكن لأن المجتمع عموما كان محكوما بمنظومة قيم لا تسمح بالتشفي والانتقام.. وما تزال فينا بعض خصال حميدة تجعل بعضنا يسمو فوق الخصومات السياسية.. ولعل قراء الصحف السودانية تابعوا مؤخرا مقالي الذي شرشحت فيه وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين لأنه دعاني الى عقد قران ابنه بمسج على الموبايل.. وقلت في المقال انني وعبدالرحيم لا نتفق حتى حول كروية الأرض، وفي اليوم نفسه الذي نشر فيه المقال التقيت الوزير في مقابر فاروق في الخرطوم لدفن جثمان عزيز راحل، فأمسك بي من يدي وقادني الى حيث كان يقف الرئيس المشير عمر البشير الذي صاح مهللا: أهلا أبوالجعافر ود حلتنا (ابن حيّنا).. عفارم.. مسحت بقريبك الأرض.. وتبادلنا حديثا ضاحكا.. والشاهد هو ان البشير كان يعرف ما أعنيه بأنني لا أتفق مع وزير دفاعه حتى حول كروية الأرض، ومع هذا لم ير بأسا في التبسط في الحديث معي (ولا شك ان جماعة الأمن من حولنا كانوا مندهشين لأمر ذلك الشخص النكرة الذي يرفع التكليف مع الرئيس).. ذلك بعض من طبع شعبنا أرجو له ان يتعزز.
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة