تحقيقات وتقارير

ماكين وآوباما.. صراع تلفزيوني


[ALIGN=JUSTIFY] برغم ان استطلاع للرأي اجرته محطة «سي ان ان» بعد مناظرة المرشحين للرئاسة الامريكية باراك اوباما وجون ماكين مباشرة جاءت نتائجه (51% ) اعتبروا ان اوباما كان الافضل و(38%) اختاروا ماكين،ولكن المراقبين يجمعون ان المناظرة التى جرت الجمعة كتقليد راسخ فى السياسة الامريكية من الصعب القول بأن احداً تفوق على الآخر، وهى اشبه بنتيجة التعادل فى مباراة كرة القدم. التعادل الذى يخدم مصالح الفريقين، وتناولت اول مناظرة بين اوباما ومكين المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والمسائل المتعلقة بالامن القومي من دون ان يحسم اي منهما الوضع لصالحه.
وتباينت آراء الصحافة الامريكية فى تقييمها للمناظرة، حيث قالت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الديموقراطي باراك اوباما سيطر على النقاش في المجال الاقتصادي، لكنها امتنعت عن اعلان فائز، بينما رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان النقاش، لم يتضمن اية مفاجآت «لم يخرج اي من المرشحين عن السيناريو ولم يرتكب اية منهما هفوة وقد كسبا في المواضيع التي يرتاح لها كل منهما: اي السياسة الخارجية لجون ماكين والشؤون الوطنية لباراك اوباما»، واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» ان النقاش سمح بإظهار نقاط الاتفاق بين الخصمين، واوضحت: «رغم بعض الفروقات الصغيرة، للمرشحين الافكار ذاتها حول سبل مواجهة البرامج النووية الايرانية والكورية الشمالية وللرد على عدائية روسيا حيال جيرانها والحرب في افغانستان وحول عملية السلام في الشرق الاوسط».
واظهر استطلاع للرأي اجرته محطة «سي ان ان» بعد المناظرة مباشرة ان «51%» اعتبروا ان اوباما كان الافضل و«38%» اختاروا ماكين. وقال «30%» من «524» شخصاً شملهم الاستطلاع انهم مترددون و«41%» انهم قريبون من الديموقراطيين و«27%» قريبون من الجمهوريين.وفي صفوف المترددين اعتبر «39%» ان اوباما كسب المناظرة في حين رأى «25%» ان ماكين هو الفائز على ما اظهر استطلاع للرأي اجرته محطة «سي بي اس» وشمل «500» من المترددين.
ويتطلع انصار المعسكرين الديمقراطى والجمهوري الى جولتين حاسمتين من المناظرات بين المرشحين في السابع من اكتوبر والخامس عشر منه، وجولة وحيدة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس جو بايدن وساره بايلن في مناظرة وحيدة في الثاني من اكتوبر القادم .
وبدأت المناظرة التى تابعها الملاين عبر العالم بمصافحة الرجلين عند صعودهما الى المنصة في جامعة مسيسبي قبل ان يقف كل منهما وراء منضدة يفصل بينهما متر ونصف المتر، وهى المسافة التى حافظ عليها الرجلان طوال النقاش وربما طوال طريق السباق للبيت الابيض.
وتزامنت المناظر مع الازمة الاقتصادية التى تعيشها الولايات المتحدة فكان طبيعيا ان يحد الخلاف بينهما على الصعيد الاقتصادي حيث بدا الخلاف واضحا بين الخصمين. ورغم اتفاقهما على ضرورة وضع رقابة وضوابط على الاسواق والمؤسسات المالية الا ان اوباما اكد على ان هذه الرقابة لا يجب التطرق اليها والنظر فيها عند وقوع ازمات فقط.
من جانبه اشار ماكين الى انه سيسعى للسيطرة على الانفاق والتصدي للفساد.
واقر ان الاقتصاد الامريكي يواجه مشاكل اساسية بحاجة الى معالجة على المدى الطويل واعرب عن ثقته بانتاجية وقدرة العامل الامريكية.
في مجال السياسة الضريبية اعلن ماكين انه سيسعى الى تخفيض الضرائب على الشركات الامريكية لان الضرائب في الولايات المتحدة، التي تبلغ «35» بالمائة، هي من اعلى النسب في العالم وبالتالي فان تخفيضها يؤدي الى تشجيع الشركات الامريكية على البقاء في الولايات المتحدة وتشغيل مزيد من اليد العاملة الامريكية. ورد عليه اوباما بقوله ان خصمه يريد منح اعفاءات ضريبية للاغنياء. مضيفا ان مثل هذه السياسات هي التي ادت الى الازمة الحالية داعيا الى تخفيض الضرائب المفروضة على «95» بالمائة من الامريكيين العاديين، واتهم ماكين بتبني نفس سياسات ادارة الرئيس الامريكي بوش.
في مجال الطاقة اعلن اوباما ان الولايات المتحدة يجب ان تتوقف عن الاعتماد على نفط الخليج خلال «10» سنوات قادمة عن طريق ايجاد مصادر طاقة بديلة وتطوير انتاج النفط في الولايات المتحدة.
ووصلت ذروة الخلافات عند التطرق الى القضايا الدولية،والى موضع العراق المثير للجدل ، و اتهام ماكين خصمه بـ«التصويت على امر لا يصدق هو قطع الأموال عن جنودنا في العراق وافغانستان».وقال ماكين «اننا نكسب الحرب في العراق».
ورد اوباما معترفاً «السيناتور ماكين على حق تماماً لقد تراجع العنف في العراق» قائلاً: ان الفضل في ذلك يعود الى «الأداء الرائع« للجنود الأميركيين.لكن اضاف «يا جون تبدو وكأنَّك تدعي ان الحرب بدأت العام 2007 فقط، وانت مخطئ هنا. الحرب في العراق غير مبررة» فرد عليه ماكين وهو اسير حرب سابق «لدي الانطباع ان السيناتور اوباما لا يدرك الفرق بين التكتيك والاستراتيجية».
وكما اثار موضوع العراق خلافا حادا بين المرشحين شكل موضوعا ايران وروسيا نقطتي الخلاف الرئيسيتين، ودعا اوباما الى «دبلوماسية حازمة ومباشرة» مع ايران. واوضح انه يتفق مع ماكين على ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تسمح بامتلاك ايران اسلحة نووية ودعا الى عقوبات اقسى في حق طهران.لكنه اكد كذلك انه يحتفظ «بحق (في حال انتخب رئيساً) لقاء اشخاص يختارهم في الوقت والمكان اللذين يختارهما.
واضاف: «اذا اعتبرت ان هذا يسهم في امن الولايات المتحدة». وسخر ماكين من «سذاجة» اوباما مؤكداً ان اعلان الاستعداد للقاء رئيس دولة مثل ايران يعني اضفاء شرعية على تصريحات قائد هذا البلد.واشار خصوصا الى ان محمود احمدي نجاد دعا مرات عدة الى «إزالة اسرائيل عن الخارطة».واتهم المرشح الجمهوري، اوباما بأن ردة فعله الاولى على التدخل الروسي في جورجيا الشهر الماضي كانت خجولة.وفي المقابل اعتبر المرشح الديموقراطي ان بروز روسيا «عدائية» يشكل تهديداً للسلام.واوضح اوباما «نظراً الى ما جرى في الاسابيع والاشهر الاخيرة اعتبر ان من الضروري اعادة تقييم موقفنا الكامل من روسيا».
وانتهت جولة اولى من المناظرات بين الرجلين ورغم حدة النقاش فان احدا لم يكسب الجولة الاولى، ومع ذلك وكما كان متوقعاً اعتبر كل من المعسكر الجمهوري والديموقراطي ان مرشحه هو الذي خرج منتصراً. واعتبر ديفيد بلوف مدير حملة اوباما «السيناتور ماكين لم يقدم شيئاً الا سياسة جورج بوش الخاطئة».من جهتها قالت جيل هايزلبيكر مديرة الاتصالات في فريق سناتور اريزونا ان «جون ماكين كسب النقاش وسيطر على الحوار ان على صعيد الاقتصاد او الضرائب او النفقات او العراق او ايران».
محمود الدنعو :الراي العام [/ALIGN]