جعفر عباس
نقض الحكمة
وواصل الاستاذ الشرح: اذا وضعت الرمل أولا في الوعاء لن يكون هناك متسع للأشياء الأخرى، وفي الحياة فانك اذا أهدرت وقتك وطاقتك في الأشياء التافهة او الثانوية، فانك لن تجد الوقت والطاقة للأشياء المهمة والضرورية، فكرسوا وقتكم واهتمامكم لما هو ضروري وحيوي: خصصوا وقتا طويلا لأطفالكم وزوجاتكم واهتموا بصحتكم وادخروا المال لوقت الحاجة الماسة، رتبوا أولوياتكم جيدا، واهتموا بالصخور، لا بالرمال والقشور.. هنا صعد طالب الى المنصة التي كان يقف عليها الاستاذ وبدا في صب بيرة في نفس ذلك الوعاء، وبداهة فقد ملأ ذلك المشروب السائل الفراغات بين ذرات الرمال والفجوات بين الحجارة والحصى، وهنا قلب الطالب منطق أستاذه رأسا على عقب بقوله: مهما كانت حياتك ممتلئة فإن فيها حيزا لا بأس به لقليل من البيرة أو أي نوع من الخمر! فابتسم الاستاذ وقال للطالب: قد تكون على حق من الناحية الفنية الـ “تكنيكال” ولكن أنظر ماذا فعلت البيرة؟ لقد حولت الرمل الى طين وأدت الى تفاعلات كيميائية في الحجارة والحصى او على الاقل جعلت رائحتها كريهة.
وقريب من هذا ما حدث في كلية للطب حين وقف الاستاذ حاملا قارورة فيها كحول ثم امسك بدودة تتلوى ووضعها في القارورة فماتت خلال بضع ثوان فتساءل: ماذا نفهم مما حدث للدودة؟ فاجاب طالب: إذا كنت تعاني من الديدان عليك بالكحول.. هذا الطالب سيصبح خوش دكتور على رأي إخواننا الكويتيين وجيرانهم الى الشمال واللذين يعيشان “حالة” هي نقيض خوش!
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com