جعفر عباس
هجرت أرامكو ولكن تسلحت بها

وأقول عن نفسي إنني أصبحت مترجما بالصدفة لأنني بعد التخرج في الجامعة عملت مدرسا للغة الإنجليزية، ثم أعلنت السفارة البريطانية في الخرطوم رغبتها في توظيف مترجم فتقدمت للامتحان وتفوقت على الآخرين، وصرت مترجما حينا من الدهر، ثم عدت الى التدريس ثم عملت في التلفزيون، وجلست لامتحان ترجمة ووقع الاختيار علي للعمل في وظيفة “أخصائي ترجمة” في شركة أرامكو النفطية في السعودية، وفي أرامكو تعلمت ان الترجمة فن و”صنعة” لها أصولها، وأن ترجمة الوثائق القانونية والفنية والمالية تتطلب الدقة ولو على حساب السلاسة وسلامة اللغة من حيث الصرف والنحو.. ورغم أنني تركت العمل في أرامكو قبل أن أكمل فيها عامين فإنني تركتها وأنا واثق من أنني بصدد التحول الى مترجم محترف، فقد علمتني أرامكو ان الترجمة ليست فهلوة او حذلقة.. وكان مجرد إضافة اسم أرامكو لسيرتي المهنية الذاتية فتحا مهنيا كبيرا يسر لي الحصول على عروض وظيفية كثيرة ومهمة، فرغم أنني عملت بالصحافة في أبو ظبي فإن خبرتي في أرامكو هي التي أهلتني لترجمة كتابين عن صناعة النفط من تأليف وزير النفط الاماراتي الأسبق الدكتور الشاعر مانع سعيد العتيبة، ثم الفوز بعطاء تعريب كل مستندات شركة الاتصالات الإماراتية التي كان اسمها وقتها أميرتل، وعندما التحقت بشركة الاتصالات القطرية بعدها بسنوات رئيسا لقسم الترجمة ثم العلاقات العامة، تذكرت جمائل أرامكو المهنية عليّ.
لا أذكر أنني قضيت أكثر من شهر خلال العشرين سنة الأولى من إقامتي في منطقة الخليج من دون عمل إضافي (إلى جانب عملي الرسمي)، وكان ذلك مخالفا لقوانين العمل، ولكنني لا أتردد في مخالفة أي قانون أراه غير منطقي.. وهكذا وخلال عملي مترجما في أرامكو بدأت أترجم مقالات من صحف إنجليزية وأمريكية لجريدة “اليوم” السعودية التي تصدر في الدمام، وكنت أعمل أيضا مترجما لدى شركة عُمان ومستشفى المواساة، (ولم يكن من تثريب علي في أن اكتب مقالات في جريدة ومجلة “قافلة الزيت” التي تصدرها أرامكو)، وتجربة العمل “السري” مع جريدة “اليوم” هي التي فتحت شهيتي للعمل الصحفي فدخلت فيه بـ “العرض” بعد تركي لأرامكو.
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com