تحقيقات وتقارير
دارفور.. في سباق الانتخابات الامريكية
وأتفق المرشح الديمقراطي السناتور جو بايدن عن ولاية ديلاوير والمرشحة الجمهورية سارا بيلين حاكمة ولاية ألاسكا على الحاجة لوقف ما سماه المرشحان «بالإبادة الجماعية» أو «الأعمال الوحشية» في دارفور.
وتعني منطقة الحظر الجوي أن القوة الجوية الأمريكية أو الطائرات التابعة للبحرية ستقوم بعملية استكشافية للمجال الجوي فوق سماء دارفور لمنع تحركات طائرات جوية عسكرية.
يشار الى أن قراراً صادراًً من مجلس الأمن الدولي منع سلفاً الحكومة السودانية من القيام بعمليات جوية هجومية على دارفور. وقد أشار رئيس جلسة النقاش قوين آيفيل إلى بايدن واصفاً إياه «بالتدخلي» متسائلاً: (أنت تحدثت عن التدخل في البوسنة وكوسوفو كما تحدثت ابتداءً عن التدخل في العراق وباكستان والآن تتحدث عن التدخل في دارفور وعن وضع القوات الأمريكية على الأرض، عن وضع الأحذية العسكرية على الأرض. فهل الشعب الأمريكي لديه ميول لهذا العمل؟). وأجاب بايدن قائلاً: (اعتقد أن الشعب الأمريكي لديه ميول للنجاح). وواصل الحديث بالإشارة لتوصياته حيال البوسنة حيث تدخل الجيش الأمريكي لوقف القتل في حرب نشبت بين ثلاث مجموعات عرقية: البوسنيين والكروات والصرب، وقال بايدن عن توصياته: (إنها أنقذت عشرات الآلاف من الأرواح وقد عارضها بدءاً جون ماكين ومعه أناس آخرون كثيرون. لكن النتيجة النهائية أن التوصيات نجحت، فانظر إلى ما فعلناه في البوسنة. لقد أخبرنا أي شخص عن الصرب والكروات والبوسنيين، لقد قال لي أي شخص إنهم كانوا يقتلون بعضهم البعض لألف عام ولم ينجحوا. فهناك الآن حكومة مستقرة نسبياً كما في كوسوفو). وقال: (ليس لديّ رغبة في الإبادة الجماعية عندما تحدث في دارفور فنحن يمكننا أن نفرض منطقة حظر جوي الآن فهو عمل داخل اختصاصنا، ويمكننا أن نقود حلف الناتو إذا كانت لدينا الرغبة في اتخاذ موقف قوي. لقد كنت في تلك المعسكرات في تشاد وشاهدت المعاناة فالآلاف وعشرات الآلاف ماتوا ويموتون. فيجب علينا أن نستنفر العالم للعمل ونجمعه بتحركنا لتوفير المروحيات للحصول على ال21000 جندي من الاتحاد الإفريقي لوقف هذه الإبادة الجماعية).
وتعد، بعثة حفظ السلام الحالية في دارفور، عبارة عن بعثة مشتركة من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وإيماءة بايدن للناتو ــ منظمة حلف شمال الأطلنطي ــ تشير إلى اعتقاده بأن نشر قوة الناتو يمكن أن تكون أكثر فاعلية من جهد حفظ السلام الحالي. وقالت حاكمة ألاسكا سارا بالين: (فيما يتعلق بدارفور نحن نوافق على ذلك أيضاً ونؤيد منطقة الحظر الجوي والتأكد من أن كل الخيارات موجودة على الطاولة أيضاً، فأمريكا تقف موقفاً تستعد فيه للمساعدة). وتحدثت عن دورها في السعي لتجريد صندوق استثمار بمبلغ 40 بليون دولار من ولايتها وهو عبارة عن صندوق مدخرات يسمى صندوق ألاسكا الدائم مؤكدة على أنه لم يستثمر شيء من المال الذي ادخرته الولاية في ذلك الصندوق بواسطة شركات معينة تستثمر في السودان. إن الشركات الأمريكية تواجه حظراً قانونياً ضد الاستثمار في السودان ولكن الناشطين في الولايات المتحدة شجعوا البلاد على اتخاذ إجراءٍ اقتصادي أكبر ضد السودان وذلك بألا تتلقى أي مال للشركات العالمية العاملة في الاستثمار في قطاعات معينة من الاقتصاد السوداني وخاصة استخراج النفط والمعادن. وقالت سارا بيلين: (عندما اكتشف أنا ومعي آخرون في الهيئة التشريعية أن لدينا ملايين من الدولارات في السودان سندعو من خلال القانون لتجريد تلك الدولارات حتى نتأكد من أننا لم نقم بفعل شيء يتغاضى عن الأنشطة الجارية في دارفور.
وأضافت: هذا القانون لم تتم إجازته بعد ولكن يجب أن يجاز لأننا جميعنا أفراداً وإنسانيين ومسؤولين منتخبين يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لإنهاء تلك الأعمال الوحشية في تلك المنطقة من العالم).
وكانت الملاحظات التي أبداها نائبا المرشحين الرئاسيين خلال نقاشهما في بث حي مساء الخميس متسقة مع التعليق العام من جانب كلا المرشحين الرئاسيين الستاتور جون ماكين والسناتور باراك أوباما لفرض منطقة حظر جوي فوق دارفور.
وكانت المنظمات الناشطة تضغط بشدة على رئيس الجلسة لطرح سؤال حول دارفور وفي الغالب عبر حملات البريد الإلكتروني وكتابة الخطابات.
رجمة: سيف الدين عبد الحميد :الصحافة
دانيل فان أودنارن ــ صحيفة سودان تربيون [/ALIGN]