جعفر عباس
أكلات بحرية و”دكر” بط
كانت حديقة هايد بارك وما تزال من الأماكن التي أحب زيارتها كلما كنت في لندن، وخاصة أيام الأحد، حيث يتبارى الخطباء في عرض قضاياهم، ولكن أكثرهم شعبية – عادة – مجموعة من السود ذوي الحس الفكاهي الرفيع الذين يسبون الجنس الأبيض، فيحدث أخذ ورد عالي الطرافة بينهم وبين المستمعين وخاصة من يسمون بالـ”هيكلرز”، وهم ذوو الحناجر القوية الذين يقاطعون كل خطيب بصرخة استنكار او تعليق لاسع ولاذع.. وذات يوم كنت مع زميل مصري يعمل معي في (بي بي سي)، قرب بحيرة السربنتاين في هايد بارك، عندما لفتت انتباهه أسراب البط والأوز، فما كان منه إلا أن قال: تعرف نيجي بالليل ونخطف جوز دكر بط، ونتعشى عشوة ما حصلتش؟ قلت له: فكرة لا بأس بها، بس إزاي هتعرف ان البط دكر أو نتاية (أنثى)؟ فكان رده: ما تفرقش.. عندنا في مصر ما بندبحش النتاية عشان تجيب البيض والكتاكيت، بس هنا البط بالمئات وكلها ملهاش صاحب! قلت له: شوف يا صاحبي.. أكيد كل بطة مزودة بشريحة الكترونية ومراقبة بالأقمار الصناعية، وأول ما تخطف بطة، يطب عليك البوليس ويخطفوك وتروح في حديد، ومنها تروح الصعيد.
وكان يقيم معنا في بيمونت هاوس انجليزي أعمى يعمل في (بي بي سي)، وكان لديه كلب يدله على غرفته في الطابق الثالث عبر المتاهات التي كانت تجعلنا نحن المبصرين نضل طريقنا إلى غرفنا، وكان نفس الكلب يقوده الى محطة القطار ثم إلى مكتبه داخل مبنى (بي بي سي) الضخم في منطقة وايت سيتي في غرب لندن.. وكان من راي أحمد الشولي رحمه الله أن ذلك الكلب أذكى من جعفر (يا الله كم افتقد لسانه الذي يا ما جلدني به).
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com