زهير السراج

الخيار أو الفقوس

[ALIGN=CENTER]الخيار أو الفقوس ..!! [/ALIGN] *عدوى انتشار المظاهرات الشعبية الضخمة فى العالم العربى وطبيعة الذين شاركوا فيها وغالبيتهم من الشباب الذى لا ينتمى لحزب سياسى معين، بالاضافة الى نوع الشعارات المرفوعة التى تطالب بالحرية والديمقراطية واحترام الانسان ورغباته فى العيش الكريم ومحاسبة المفسدين .. تشير بوضوح شديد الى اقتراب تغير الخريطة السياسية فى المنطقة العربية بما لا يتجاوز عاما او عامين وعلى الأكثر ثلاثة اعوام، والى الطبيعة الليبرالية للأنظمة التى ستتولى تصريف الحكم ..!!

* لن يكون من السهل على أى نظام عربى خلال الاعوام القليلة القادمة ان يحكم بسياسة الحديد والنار ونهب ثروات الشعب وكأنها ملك خالص له، بل ستتغير الأوضاع بشكل كبير جدا وستتجه معظم دول المنطقة الى الديمقراطية والرقابة الشعبية كمنهج للحكم، فالشعب العربى قد صبر كثيرا جدا على حكامه حتى يتغيروا من تلقاء أنفسهم ولكن انتهى صبره الى لا شئ ، فكان لا بد أن يثور لينقذ نفسه من القمع والجوع والعطالة والموت البطئ، وبدأنا نرى مظاهرات واحتجاجات متفرقة هنا وهناك، كانت كالعادة تنتهى بسيطرة السلطات على الأوضاع، ولكنها سيطرة أشبه بغلق حنفية مياه تالفة بربطها بقطعة من القماش او سلك من الحديد، إذ لم يكن بالامكان استبدال الحنفية التالفة بحنفية جديدة، لان ذلك يعنى تغيير الأوضاع وهو ما لا يريده الحكام، وكان لا بد فى النهاية أن تتمرد الحنفية على المعالجة المؤقتة وتنفجر المياه فى وجه من يحاول معالجتها بطريقة عقيمة قد تصلح بعض الوقت ولكنها لا تصلح كل الوقت .. وهو ما حدث فى تونس ويحدث الان فى الجزائر ومصر وسيحدث حتما فى دول عربية اخرى !!

* كل شئ كان يدل على ان ما حدث سيحدث، فالازمة فى كثير من الدول العربية كانت قد وصلت الى مداها ولم تعد للشعوب، خاصة الشباب، مقدرة على التحمل، فانفجرت ..!!

* لقد كان الشباب العربى مخدرا فى فترة من الفترات بحلم الهجرة الى الغرب أو الى الخليج العربى للتخلص من مشاكله العديدة، ولكن كل المهاجر أغلقت أبوابها وسنت الدول قوانين صارمة جدا للهجرة بسبب الأزمات الاقتصادية المتلاحقة ولم يعد أمام الشباب غير الحل الداخلى الذى يبدأ بتغيير من يعتقد الشباب انه سبب أزمته ومشاكله والحياة البائسة التى يعيشها بينما يرى غيره يعيش فى جنة كثيرة الثمار وافرة الظلال كما تصورها الفضائيات المفتوحة على كل العالم، وهنا يبرز الدور الكبير للتطورالتكنولوجى الاعلامى الكبير فى رفع الوعى وتململ الشباب وجنوحه نحو محاكاة بعضه البعض والتمرد والثورة، وهو ما لم يكن بامكان الحكومات التحكم فيه والسيطرة عليه ..!!

* لم يعد الان أمام الانظمة العربية سوى خيارين .. إما خيار الديمقراطية والاصلاح، أو فقوس الخلع والهروب.

مناظير
زهير السراج
drzoheirali@yahoo.com