الطاهر ساتي
« فيلم كرتون » … ليس إلا …!!

** فالحكم الراشد هو أن يتحلى الحاكم بالصدق مع رعيته ، ويدير مالهم العام وكل أمور حياتهم عبر أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية ، بكل شفافية واستقامة ، بعيدا عن « هوى النفس » ، وكذلك بعيدا جدا عن نظرية « دافننها سوا » .. والرشد هو أن يذهب كرم الله والكودة بالوثائق التي تثبت فساد زيد من الناس أو عبيد منهم إلى سوح العدالة مباشرة ، تحت سمع وبصر صاحب الحق الأصيل المسمى عندهم – زورا وبهتانا – بالمواطن السوداني..وهناك يتابع هذا المواطن – بواسطة الصحف وغيرها- ما يحدث لماله العام .. وهناك يذهب المذنب – غير مأسوف عليه – إلى حيث تشاء العدالة ، ومن هناك يعود البرئ إلى دفة الحكم والعمل العام .. هكذا تدير أنظمة الدنيا الراشدة شؤون شعوبها ، في الهواء الطلق بكل وضوح وشفافية ، وبمنتهى المؤسسية .. هكذا .. وليس بالوعيد والتهديد والابتزاز ، كما يفعل كرم الله والكودة ثم آخرين سيرد ذكرهم حين تضيق بهم أو عليهم « المناصب » ..ومناصب الدولة مهما إتسعت ، فانها لن تسع كل « طلابها » ..!!
** والرأي العام – الذي يلجأ إليه كرم الله عباس الشيخ عقب كل صراع – ليس ساذجا بحيث لا يميز ان كان صراع كرم الله فى سبيل الوطن ثم المواطن أو صراع في سبيل تمكين « الذات الفانية » .. هذا الرأي العام يدرك ان من يصارع للوطن والمواطن لايهرج ولايبتز ولا يلوح بما في يده في وجه الخصم ، ولكن صاحب الحق لايخشى في الحقيقة لومة لائم ، ويرمي بكل الحق لأهل الحق تحت ضوء الشمس ، ثم يدفع الثمن – بضمير متصالح مع ذاته – استقالة كانت أو إقالة .. وتاريخ العمل العام فى السودان ضاج بأهل المواقف الذين آثروا العام على الخاص بصدق وثبات .. أما الذين تكمم أفواههم – عن كشف الحقائق – الجودية والأوامر العليا ، عليهم الإمتثال لواقعهم المائل بالسمع والطاعة العمياء ، ولا داعي للتلميح والتلويح بمواقف هم ليسوا بأهلها .. فالصمت خير من شاكلة حديث فحواه « أنا عندي وثائق » .. فالرأي العام سئم وملَّ من مشاهدة .. « أفلام الكرتون »..!!
** ولكي لايزعج كرم الله والكودة صحف الخرطوم كل يوم بالتلميح والتلويح ، نأمل أن يصدر الحزب الحاكم قرارا بتعيين أحدهما والياً بالقضارف والآخر معتمداً بأية محلية .. وهكذا ستختفي الوثائق التى هما يحتفيان بها .. وكان الله في عون الناس و …« المؤسسية » …!!
إليكم – الصحافة -الثلاثاء 16/9/ 2008م،العدد5477
tahersati@hotmail.com[/ALIGN]