الطاهر ساتي

« فيلم كرتون » … ليس إلا …!!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER] « فيلم كرتون » … ليس إلا …!! [/ALIGN] ** مسرحية التلويح بوثائق الفساد تواصل عروضها الكئيبة على خشبة المسرح العام .. وانتقل العرض من ولاية الخرطوم إلى ولاية القضارف ، حيث هناك يلوح كرم الله عباس الشيخ بوثائق فساد حكومة ولايته ، أو كما قال .. وهكذا قال مبارك الكودة عندما كان يلوح بذات الوثائق في وجه والي الخرطوم .. ولكن الفرق بين تلويح مبارك الكودة وتلويح كرم الله هو أن الأخير يلوح بالوثائق منذ كذا سنة ، ولم يفتح الله عليه حتى يومنا هذا لحظة صدق ليفتح فيها تلك الوثائق وينشرها للرأي العام .. لم يفعل كرم الله ، ولن يفعل ، ليس لأنه لايمتلك تلك الوثائق التي يلوح بها في الصحف ، بل لأنه لايمتلك شجاعة فتحها ونشرها للرأي العام .. فامتلاك وثائق الفساد وحده لايكفي دليلا لنزاهة القيادي وطهارته ، بل إمتلاك شجاعة تمليك الرأي العام حقائق الوثائق هو « الأهم » .. وللأسف كرم الله لم يثبت لأهل القضارف حتى يومنا هذا بانه يمتلك تلك الشجاعة ، وكذلك مبارك الكودة أيضا لم يثبت لأهل الخرطوم ..كلاهما يعرض بوثائق الفساد خارج حلبة …« الحكم الراشد » ..!!
** فالحكم الراشد هو أن يتحلى الحاكم بالصدق مع رعيته ، ويدير مالهم العام وكل أمور حياتهم عبر أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية ، بكل شفافية واستقامة ، بعيدا عن « هوى النفس » ، وكذلك بعيدا جدا عن نظرية « دافننها سوا » .. والرشد هو أن يذهب كرم الله والكودة بالوثائق التي تثبت فساد زيد من الناس أو عبيد منهم إلى سوح العدالة مباشرة ، تحت سمع وبصر صاحب الحق الأصيل المسمى عندهم – زورا وبهتانا – بالمواطن السوداني..وهناك يتابع هذا المواطن – بواسطة الصحف وغيرها- ما يحدث لماله العام .. وهناك يذهب المذنب – غير مأسوف عليه – إلى حيث تشاء العدالة ، ومن هناك يعود البرئ إلى دفة الحكم والعمل العام .. هكذا تدير أنظمة الدنيا الراشدة شؤون شعوبها ، في الهواء الطلق بكل وضوح وشفافية ، وبمنتهى المؤسسية .. هكذا .. وليس بالوعيد والتهديد والابتزاز ، كما يفعل كرم الله والكودة ثم آخرين سيرد ذكرهم حين تضيق بهم أو عليهم « المناصب » ..ومناصب الدولة مهما إتسعت ، فانها لن تسع كل « طلابها » ..!!
** والرأي العام – الذي يلجأ إليه كرم الله عباس الشيخ عقب كل صراع – ليس ساذجا بحيث لا يميز ان كان صراع كرم الله فى سبيل الوطن ثم المواطن أو صراع في سبيل تمكين « الذات الفانية » .. هذا الرأي العام يدرك ان من يصارع للوطن والمواطن لايهرج ولايبتز ولا يلوح بما في يده في وجه الخصم ، ولكن صاحب الحق لايخشى في الحقيقة لومة لائم ، ويرمي بكل الحق لأهل الحق تحت ضوء الشمس ، ثم يدفع الثمن – بضمير متصالح مع ذاته – استقالة كانت أو إقالة .. وتاريخ العمل العام فى السودان ضاج بأهل المواقف الذين آثروا العام على الخاص بصدق وثبات .. أما الذين تكمم أفواههم – عن كشف الحقائق – الجودية والأوامر العليا ، عليهم الإمتثال لواقعهم المائل بالسمع والطاعة العمياء ، ولا داعي للتلميح والتلويح بمواقف هم ليسوا بأهلها .. فالصمت خير من شاكلة حديث فحواه « أنا عندي وثائق » .. فالرأي العام سئم وملَّ من مشاهدة .. « أفلام الكرتون »..!!
** ولكي لايزعج كرم الله والكودة صحف الخرطوم كل يوم بالتلميح والتلويح ، نأمل أن يصدر الحزب الحاكم قرارا بتعيين أحدهما والياً بالقضارف والآخر معتمداً بأية محلية .. وهكذا ستختفي الوثائق التى هما يحتفيان بها .. وكان الله في عون الناس و …« المؤسسية » …!!
إليكم – الصحافة -الثلاثاء 16/9/ 2008م،العدد5477
tahersati@hotmail.com[/ALIGN]