صلاح شكوكو

مقهى الرياضية

مقهى الرياضية
 منذ اسابيع خلت وأنا ضيف مستمر على الإذاعة الرياضية (F.M. 104 ( عبر برنامج (مقهى الرياضية)، ولأن طبيعة هذا البرنامج هو المرونة في العرض فإنه يتحرك في إتجاهات مختلفة ويتناول موضوعات شتى، شأنه في ذلك شأن المقاهي الحقيقية.. وأن الحديث الذي يُتداول فيه على قدر كبير من العصف الفكري.

 لكن ما يميزّ هذا البرنامج عن غيره أنه يُقدم بواسطة أستاذين قديرين يتناوبان على إدارة محاور الحوار فيه بدرجة عالية من السلاسة والعرض الجميل، أولهما هو الأستاذ/على الريّح – الإعلامي القدير وأحد ركائز العمل الأكاديمي الإعلامي في البلاد، وهو رجل غني عن التعريف وربما لن يُضيف حديثي عنه جديدا.

 أما المُقدم الآخر فهو المذيع الشاب/عادل فضل عبد العال أحد الركائز النيرة والقوية التي تقف عليها الإذاعة الرياضية، ذلك أنه من المحررين والمعدين والمشرفين الملتصقين بالعمل الإذاعي اليومي مما أكسبه ذلك قدرا كبيرا من متابعة مفاصل العمل الإذاعي، علاوة على أنه شخصية مسؤولة تتحلى بأقصى درجات الإنضباط وتتحمل مشاق العمل اليومي علاوة على أنه على قدرة عالية من المرونة وحسن التصرف.

 وهذا بالطبع يجعلنا أمام مذيع شاب له مستقبل وضيء في دنياوات الإبداع الإعلامي، علاوة على أنه شخصية تتميز بروح وظل جميل و(كاريزما) خاصة وهذه الخواص تجعله أحد رموز النجاح.

 لكنني في حقيقة الأمر أجد نفسي في مقام الشكر والتقدير والإمتنان للإذاعة الرياضية التي جعلتني واحدا من رواد هذا المقهى الرياضي الذي يذكرني ببرنامج قديم كنت أستمع إليه في أوان سابق عبر إذاعة لندن، والذي كان بعنوان (ندوة المستمعين) وكان برنامجا ثقافيا بدرجة عالية.

 ولما كان مقدمو البرنامج اللندنيون في تلكم الندوة من الإعلاميين المحترفين المتسلحين بخلفية علمية ولغويّة ومهنية عالية، فإنني كلما جلست في أستديوهات هذا المقهى أجد نفسي أمام ضيوف ممتميزين أيضا.

 خاصة وأن الأستاذين يصران على أن يجعلا المقهى مقاربا للمقاهى الحقيقية بتوفيرهما لكثير من معينات هذا الجو الذي يقرّب المسافة بين المقهى الواقعي والمقهى الأثيري، فيحرصان على توفير ما يحتاجه رواد المقهى كل أربعاء.

 لكن هذا المقهى بما يقدمه من مادة حيّة يتم تناولها عبر كل حلقة، فإنه قدّم لي خدمة جليلة بربطي مع رواد هذا المقهى العامر بداءا من الكابتن (الضو) والأخوة الأعزاء الباشمهندس / عبد العزيز عبد الله لاعب نادي العامل السابق وسكرتير منطقة بحري الفرعية، والأستاذ/عوض الكريم سعد وإنتهاء بالمستمعين الأكارم، خاصة وأن ردود الأفعال تقول انه برنامج مسموع.

 والحقيقة أن عبد العزيز صديق عزيز أعرفه منذ أمد بعيد كلاعب ممتاز كان يشكل أحد ركائز فريق العامل إبان صولاته وجولاته في الدرجة الأولى، وكان وقتها زميلا لكبار نجومه كحافظ عبيد والمرحوم / شيخ إدريس كباشي وهينو وآخرين .

 لكن جمال هذا التلاقي أنه جدد لي علاقتي به حيث أن فترة إغترابي عن الوطن كانت قد قطع الوصل بيني وبينه، وكأن هذا المقهى قد أعاد الى صديقا من زمان مضى يسرني أن أرتق به فتق أيامي في الغربة .

 اما الأخ الآخر فهو الأستاذ/عوض الكريم سعد وهو حارس مرمى سابق، علاوة على أنه تحت الحاجة خاض مغامرة كبيرة حين تولى تدريب فريق منطقته ( الفكي هاشم ) ونجح في ذلك بصعود فريقه للدرجة الثانية بعد موجه من الهزائم التي نالوها بمدربين محترفين، فحقق قولة ( ما حك جدلدك .. ) حيث ولف بعضا من اللاعبين في مهام محددة نجح بهما في تحقيق ما فشل فيه الآخرون.

 لكن هذا الحديث يجب أن لايبعدني عن الحديث عن المبدع (عادل فضل عبد العال) الذي إستحق مني الإشادة والإطراء الجميل بما يميز عمله من إتقان وحسن بصيرة وقدر كبير من المسؤولية المهنية.

 ولو كنت في مقام القول لدعوت لتكريمه ليس مدحا أجوفا، بل لأنه يستحق ذلك، فقد التقيت منذ أيام رجلا يتحدث عنه في ردهات الإذاعة السودانية، ويشيد بسلوكه تجاه المذيعين الجدد، حيث يقدم لهم كل معاونة وفكرة ولا يبخل عليهم بأي نصائح تقودهم للنجاح.

 وهكذا يظل أهل النجاح يبحثون عن النجاح حتى عند الآخرين، بل لعله من الذين يؤمنون بأن النجاح الحقيقي هو أن يقدم المعرفة لكل الذين يحتاجونها، فإن كانت هذه إحدى خصاله فإنها بالتأكيد تثبت أن الأخ الأستاذ عادل فضل رجل يحمل في دواخله قلبا من ذهب .. ويستحق منا هذه الإشادة وهذا التقدير.

 التحية للإذاعة الرياضية وهي تقدم واجهة إستحقت مني هذه الإضاءة ، والتحية كذلك للأخ / أحمد يوسف الذي يشرف على المقهى من خلال التنفيذ عبر الأجهزة الألكترونية الحديثة في الأستديو الجديد البهي الذي نقدم فيه المقهى.
……………..

ملء السنابل تنحني بتواضع … والفارغات رؤوسهن شوامخ ……………..
صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو)
[email]shococo@hotmail.com[/email]