تحقيقات وتقارير
التهريب عبرالمستندات أخطرها :الشرطة في (محكـ) جرائم من نوع جديد
ومضى يقول في مقابلة مع (الصحافة) السبت الماضي بأن ظاهرة استغلال الاعفاءات الجمركية تؤدي قطعا لانعدام المنافسة كما تشكل خطورة واضرارا بالغة على الذين يعملون بطريقة قانونية ورسمية ،مؤكدا أن ادارته بذلت مجهودات جبارة لمحاصرة ظاهرة التهرب الجمركي ودلل على حديثه بالقول» نشرف بشكل مباشرعلى دخول المواد الخام لداخل المصانع ولوخرجت نضع ايدينا عليها بلا تردد « بجانب التدقيق الشديد في البضائع التي تتمتع بالاعفاءات» .
وأكد مديرادارة المكافحة أن قواته مزودة بأجهزة حديثة وتقنيات متطورة وقيادة الشرطة تستجيب بشكل عاجل وسريعا لطلباتنا ، اضافة الى أن ادارته تحوز وحدة معلومات مركزية تتجمع فيها كل المعلومات المتدفقة من أفرعها المنتشرة بولايات السودان المختلفة لرصد حركة المهربين بشكل دقيق ، بالاضافة الى أن الاطواف المتحركة تحمل اجهزة هواتف ثريا لتسهيل عمليات الربط والمتابعة،ايضا زوارق المكافحة مزودة بالانظمة الملاحية المعروفة كالرادار، جي بي أس ، بجانب المناظيرللرؤية الليلية والعادية وكاشفا التعاقد مع شركات عالمية لاستجلاب اجهزة تعمل بأشعة (اكس) لفحص البضائع ومحتويات الحاويات ويؤكد أن عصابات التهريب تستفيد من التقنية الحديثة بذات القدرحيث يحاول المهربون توفيروسائل تأمين اضافية تحسبا للوقوع في قبضة الشرطة حيث لاتخلوضبط عملية تهريب من ضبط اجهزة هواتف ثريا بحوزة المهربين وضرب مثلا بضبط السلاح بالاخيرة بالبحرالاحمروالحشيش(البنقو) بمنطقة بوحات غربي أمدرمان.
ويقول مديرمكافحة التهريب بأن الاهداف العامة للجمارك تتمثل في تسهيل حركة التجارة العالمية ، حماية الحدود ، صون الأمن الاقتصادي والاجتماعي ، انفاذ سياسات الدولة الاقتصادية، تحديث قدرات العمل الجمركي ، اما اداراته فعملها يتركزعلى نحومباشربصون الامن الاقتصادي والاجتماعي وحماية الحدودعبر تغطية المناطق الحدودية والمسارات بالاطواف الدورية وتكثيف الدوريات وسد الثغرات امام انسياب اوتسرب السلع المحظورة كالخمور والمخدرات ومحاربة المواد المخلة بالآداب العامة والغش التجاري وتقليد العلامات التجارية وعمليات غسيل الأموال.
ويشيرالعميد عبد العظيم لتدوين 517 بلاغ تهريب غضون الشهريين الفائتين ، وشملت الضبطيات بضائع محظورة وتهرب من الرسوم الجمركية حيث وضعت الادارة يدها في عملية ضبط السلاح الاخيرة بالبحرالاحمرعن 167 قطعة سلاح ، 232خزنة كلاشنكوف ، 6خزنة جيم (3) , 800 طلقة كلاش بجانب توقيف اربعة متهمين يخضعون للتحقيق تمهيدا لاحالة اوراق البلاغ للمحكمة في القريب العاجل . ويؤكد أن تهريب السلاح مسألة مستمرة وهنالك ضبطيات كثيرة سابقة ويقول في العملية الاخيرة تحرك الطوف حسب معلومات مؤكدة مكنته من ضبط المجموعة ومضى يقول بأن الفترة من اغسطس الى اكتوبرشهدت ضبط 3500 جهازريسيفرديجتال ، 167طبق فضائي ، 1525موبايل، 5جهازثريا بجانب الآلاف من صباعات الكريمة المحظورة والادوية والاقمشة والملابس الجاهزة .
وعن عمليات تهريب السكريؤكد العميد عبد العظيم ضبط سبعةالف و500 جوال خلال الشهرين الماضيين وفي حين تشهد الحدود الشرقية عمليات تهريب بطريقة مزعجة عبرولايات كسلا والقضارف ،اضحى تسرب سكرالصناعات هاجسا لادارته حيث يقوم بعض ضعاف النفوس – حسب وصفه- ببيع حصتهم فيقوم آخرون بتعبئة اعادة تعبئة السكرالمهرب وسكرالصناعات في جوالات سكرفارغة تخص شركة سكركنانة قبل طرحه بالاسواق المحلية مرة اخرى، مؤكدا ضبط ماكينات خياطة وجوالات فارغة استخدمت في الجريمة مشيرا الى انتشارالظاهرة بشكل لافت في الولايات الوسطية. وعبر الحدود الشرقية رصد ايضا حالات تهريب لبترول سوداني ، حيث قامت قوات المكافحة باحتجاز22تانكرتحمل بنزين وجازولين ، قبل فرض تسويات عالية على الشاحنات المتورطة في العملية كاجراء وقائي تحسبا لتنامي المسألة التي وصفها بأنها حالات فردية ، بالاضافة أن كميات الوقود غيرمزعجة لكنها قطعا تعد تلاعبا بالاقتصاد الوطني .
رسوم استيراد المعسل عبرالقنوات الرسمية عالية بالاضافة لوجود مصنع سوداني ينتج نفس السلعة لذاينشط عمليات التهريب به ، ويقول « لكننا ننظر الى المسألة من جانب آخرففي حال تزايد التهريب ستفقد الدولة رسوماً خيالية من السجائرتصل لمليارات الجنيهات باليوم الواحد لذا نعمل جاهدين وبقوة لمنع تهريبه كما تباد كل الكميات المضبوطة «، أما ضبطيات الخمورليست كبيرة، ويعتبرأن تهريب البشروالهجرة غيرالمشروعة ظاهرة قديمة والواضح أن السودان يعتبرغالبا معبرا لدول اخرى بينها دول مجاورة وفي السابق نشطت استخدام (السنابيك) في التهريب لدول الخليج والشاهد أن المسألة تحتاج لقانون رادع للحد منهاباعتبارأن العقوبات الحالية في مواجهة المتسللين ضعيفة و(ميتة شديد) على حد تعبيره .
ويتوقع تنامي عمليات التهريب خلال الازمة الاقتصادية العالمية لكنه عاد وحذرالمهربين بأن قواته ستكون بالمرصاد،وكشف عن تحوطات اضافية وتكثيف الدوريات والاطواف لافتا أن العمل لن يكون تقليديا او نمطيا، وقال « عيوننا ستكون مفتوحة على الولايات الحدودية بالمزيد من الانتباه «.
خالد فتحي :الصحافة [/ALIGN]