تحقيقات وتقارير

مغتربة : فصل الجاليات عن القنصليات «مطلب مشروع»

«نجوى عباس قدح الدم» من أبناء أم درمان والدها أحد مؤسسي الحركة الوطنية السودانية وسكرتير نادي الخريجين لأكثر من «16» عامًا ومؤسس حزب الأشقاء حتى نهاية الاستقلال.. تلقت الأستاذة نجوى مراحلها التعليمية بأمدرمان ثم التحقت بجامعة الخرطوم كلية الهندسة الميكانيكية وعملت أستاذة بالجامعة ونالت الماجستير في الطاقات الجديدة والمتجددة في جامعة الخرطوم ثم انتقلت للعمل في وكالة ناسا الأمريكية بفلوريدا ثم انتقلت منها إلى مدريد ثم المعهد العالمي لدراسات الفضاء ثم جاءت إلى ألمانيا وحازت على الماجستير في التنمية المستدامة ومشكلات البيئة.. التحقت بمنظمة الأمم المتحدة في مكتبها الرئيس في فينا.. التقتها «نافذة المهاجر» للتعرف على تجربتها المليئة بالإنجازات العلمية فكانت هذه الحصيلة:

كيف التحقت بمنظمة الأمم المتحدة؟
كانت قصة غريبة جدًا، فقد كنت أعمل في الدكتوراه في ألمانيا عن كيفية الحفاظ على الطاقة، وأخبرني البروفسير الذي كان يشرف على بحثي أن هناك مؤتمرًا للأمم المتحدة و«يمكن أن تقدمي فيه» وفعلاً ذهبت إلى المكتب العربي للتقديم ولكني تأخرت لذلك لا يمكنني أن أكون مقدِّمة لورقة في المؤتمر لكن يمكن أن أصبح متحدِّثة وكنت جالسة في الخلف وعندما تحدثوا عن الدول الإفريقية والدول العربية حول إمكانية تطويرهم على الطاقات الجديدة والمتطورة في ذلك الوقت، أوضحت لهم أن محدودية الطاقة الشمسية والهوائية لا تطور الدول لكن تغطي مشروعات الإنارة في المشروعات الصغيرة والحرفية في القرى وليس لها تأثير في التطور الصناعي في الدول الكبرى، وبعد ذلك وجد طرحي الترحاب الحار من الحضور كوني سودانية، وهذا عملي بجانب أنني قدمت أرقامًا كبيرة جدًا في هذه الندوة، ونزل مدير الجلسة من المنصة وهنأني بتلك الإضافات المتميزة وطلبوا مني أن ألتحق بمنظمة الأمم المتحدة وتقدمت بطلبي في ذات الوقت بالرغم أنه لم تكن معي شهادات فاتصلت بزوجي في زمبابوي وأرسل لي الشهادات وبعد ثلاثة أسابيع التحقت بالمنظمة، وأعمل الآن في صميم عملي، وكنت مسؤولة أكثر من خمسين دولة من ضمنها دول إفريقية.
ماهي طبيعة مشاركاتك في البرامج الاجتماعية والقضايا التي تهم البلاد؟
لديَّ مجهودات خاصة في أمركيا للتعريف بقضية دافور وكان لي مقعد في ثالث بوك سمنار، وكنت أقدم فيه خمس محاضرات في العام من اجل ان اعكس الجانب المناخي في اشعال الحرب في دارفور والمسألة العالمية في القضية وانعكاسها وايضًا عن الصين وامريكا في استراتجيتهما العليا لنظرتهم للسودان وبحكم انني مكثت في امريكيا لفترة طويلة كونت خلالها مجموعة كبيرة جدًا من الأمريكيين السود لدراسة أحوال البلاد في القضايا السياسية والاقتصادية الكبيرة وكتبنا ورقة اطلقنا عليها السياسات البيضاء وقدمناها لرئيس امريكا اوباما في اول عهده عام 2009م وكان لهذه الورقة بصمات واضحة، اما في النمسا فعملت مع صندوق المرأة للتكافل الاجتماعي وهي مجموعة تقوم بجمع الأموال للاحتفالات السنوية والأعياد الدينية والرسمية والآن اعمل سكرتيرًا للنادي السوداني النمساوي وكوّنا ايضًا اتحاد الجالية السودانية بالنمسا للاهتمام بربط السودانيين بالنمسا بالقضايا الاجتماعية والثقافية بالبلاد وربط السودانيين ببعضهم البعض لتعزيز الهوية السودانية والثقافية والاجتماعية ورفعنا كذلك شعار الحرية والديمقراطية العادلة في البلاد.
كيف كانت مشاركتك في مؤتمر المرأة العاشر؟
انا فخورة جدًا بأن تتم دعوتي للمرة الثانية لمؤتمر المرأة العاشر بجهاز المغتربين بالسودان وتم تكريمي في المؤتمر التاسع حيث قدمت ورقة خاصة عن ذوي الخبرات والكفاءات بالخارج ودورهم في التنمية المستدامة للمجتمع اشرت فيها الى المعوقات التي تواجههم والحوافز التي يجب ان تقدم للسودانيين في التنمية على ان تكون بمؤسسية مستديمة وأوضحت ان الدول الاخرى تستفيد من ابنائها بالخارج في الاقتصاد والتمويل والاستثمار ونأمل من الحكومة ان تقدم لكل المغتربين والمهاجرين فرص الاستثمار وهم اولى من المستثمرين الأجانب لأنهم ابناء الوطن وهم حريصون على بلدهم.
كيف تنظرين للمجلس الأعلى للجاليات السودانية؟
نشكر جهاز المغتربين لوقفته معنا في انشاء هذا المجلس الذي يقوم بالتنسيق والتحكيم بين الجاليات لأن هذه الجاليات بينها خلافات حادة خاصة انها هي التي تحقق التواصل مع المغتربين بالمهجر وكذلك تبادل الخبرات بين الجاليات، وطالبت في المؤتمر بفصل الجاليات عن السفارات في الخارج وان يكون لجهاز المغتربين ممثلون في الخارج حتى لو كان ممثل لكل خمس دول، وان يكون للمغتربين مقاعد في البرلمان حتى يسهموا في تغيير الدستور وتحقيق الحماية القانونية الكافية للمغتربين.
تجربتك في الغربة كيف تقيمينها؟
تجربتي تجربة ناجحة، تعلمت منها الصبر والاستماع الى الرأي الآخر حتى لو كان معارضًا وان اتقبل الرأي بصدر رحب وهذا ربطني بالوطن اكثر وزاد من تمسكي به وبتقاليدنا السمحة وحتى توجهاتي الصوفية جاءت من خلال غربتي عن الوطن، صحيح ان الغربة لها حزنها وويلاتها ومرارتي فابنتي لا تتحدث العربية بطلاقة ولكنها تتحدث الألمانية والفرنسية والإنجليزية واتمنى ان انجح في ان تتحدث العربية بالرغم من اني سعيت لربطها بأفراد الجالية لتعميق معرفتها بالهوية السودانية، وقطعت العهد بأن اعمل على تنمية السودان وتنمية استثماراته واتمنى ان يوفقنا الله لنصبح سفراء لبلادنا وان نسعى لتطويره.
كلمه أخيرة للمغتربين؟
تعالوا نمد أيدينا مع بعض لرفع الوطن، تعالوا نحل مشكلاتنا فيما بيننا، تعالوا نستمع للآخرين بصدر رحب، ونتمنى أن نضع أيدينا مع بعض ونعطي الوطن الرحيب الذي أعطانا. صحيفة الانتباهة