عبد اللطيف البوني
مؤتمر اذاعي
هذا البرنامج ليس مسخنا في ذاته فحسب بل هو مسخن لكافة الساحة السياسية ولعله من الغريب ان لهذا البرنامج شوارد شغلت الناس وملأت الساحة بواسطة الصحافة المقروءة التي تنقل عنه فالنقل من الاذاعة الي الجرائد غالبا ماتعتريه تدخلات لزوم الاثارة الصحفيه وهذا ماحدث مع كمال عبيد و ابراهيم محمود و حسب الله وربما نافع وقوش فوزير الاعلام كمال عبيد قال ان الجنوبيين بعد اذا اختاروا الانفصال وقامت دولتهم المستقلة سوف يعاملون معاملة الاجانب ثم طفق يتحدث عن ما يحق للاجانب وما لايحق لهم وضمن هذه الاخيرة ذكر الحقنة في المستشفى ولكن الصحافة نقلت عدم الحقنة للجنوبيين مباشرة الامر الذي اقام الدنيا بالطبع بتأويل كلام عبيد يحتمل مانسب اليه ولكن دقة النقل قد تعطي اثرا اقل اما وزير الداخلية ابراهيم محمود فقد ذكر انواع المخدرات وآثارها المختلفة وقال ان البنقو الذي يتعاطاه طلابنا من المهلوسات لذلك يختلف عن الهيروين والكوكاكين فنقل عنه في الصحافة انه قلل من خطورة البنقو وكأنه قال لطلابنا (يلا مخمخوا كلكم ) وهذا غير صحيح البتة اما اللواء حسب الله فقد كان يمجد في اهمية الحوار بين الاحزاب قائلا ان سقف الاتفاق مفتوح دون حد فسأله ضياء حتى ولو وصل الامر وضع الشريعة اجاب بالايجاب فكان الواضح أن رأيه ان هذا لايمكن يجمع عليه فعلى الاقل حزب حسب الله موقفه معروف من الشريعة فنقلت الجرائد ان حسب الله قال يمكن التضحية بالشريعة من اجل الاجماع الوطني فاصبح هو ضحية شئ اخر ليس له صلة بالبرنامج , اما نافع فقد قال في البرنامج ان الحوار مع الاحزاب يقوده الحزب مباشرة ونفى ان تكون مستشارية الامن مفوضة لهذا الامر ولعل قوش وافقه وقال ان المفوضية تحاور كل الاحزاب على قدم المساواة واذا كان المؤتمر الوطني غير راغب في الحوار فهو مخير ولكن المفوضية تعمل بتفويض من الرئيس ونائبه لحدي هنا ليس هناك تناقض في كلام الرجلين ولكن قوش عقد جلسة صحفية وقال ان كلام نافع يخصه هو فظهر الخلاف الذي يبدو انه كان اصلا موجودا بين الرجلين وكان ماكان.
والحال هكذا جاء الدكتور عوض الجاز لحلقة يوم الجمعة الاخيرة للبرنامج متحفزا اكثر من اللازم لا بل حاول محاصرة مقدمي البرنامج قال له ضياء ان الناس طال انتظارها للجاز في الصناعة فلم تجد جاز النفط ولاجاز المالية ثم اردف الطاهر بارقام المصانع المتوقفة في بحري وفي الباقير اما الوزير فبدلا من الاجابة فقد كان يسألهم (انتو شايفين شنو ؟) لدرجة اتهامهم بانهم غير متخصصين في الاقتصاد وكذلك كلامه عن دعم الدولة للسكر لم يكن صحيحا البتة ففي ذلك اليوم كان سعر الطن في لندن 700 دولار وفي نيويورك 588 دولارا فهذا يعني ان سعر الجوال لم يتجاوز المائة جنيه سوداني في الحالتين بينما يباع رسميا ب152 وفي السوق وصل 180 كما ان سعر التكلفة اقل من ذلك بكثير . ان ازدهار الصناعة في السودان يقوم على ازدهار الزراعة والتجارة وقلة سعر الطاقة ومناخ الاستثمار العام وهذا كله غير متوفر في السودان فليت السيد الوزير يفلفل هذه الاشياء ويسعى لعلاجها
صحيفة السوداني – حاطب ليل
[email]aalbony@yahoo.com[/email]