جعفر عباس
التيس معجزة؟ يا عجزة
لا حول ولا قوة إلا بالله.. نتحدث ليل نهار عن مشروعنا «الحضاري»، وعن منازلة الغرب، ثم نضع ثقتنا في تيس يعاني خللا في وظائف الغدد، هذا التيس «المعجزة» هو في أحسن الأحوال «خنثى مشكل».. يعني لا هو كامل الأنوثة، ولا هو كامل الفحولة، وهو بالعربية العامية تيس «خائب» يجعجع ولايطحن، وأنا أتحدى مختار تلك القرية الذي نصب نفسه ناطقاً رسميا باسم التيس أن يأتي بدليل على أن صاحبنا هذا نجح في إنجاب عنزة أو تيس آخر، والمسألة لا تحتاج إلى كثير دراية بالعلوم البيطرية، فالتيس هذا إما ينتج صديداً حسبته «الجماهير الوفية» حليباً، وإما أنه «مستهبل».. بعبارة أخرى كان هذا التيس يعرف أنه «نص نص» وظل يلعب على حبلين إلى أن طغى عليه نصفه الأنثوي وتدفق اللبن من ضرعه بعد أن أنجب «سفاحا» عنزة في الخفاء، وهو بهذا ضالع في المؤامرة التي تهدف إلى إلهاء أمتنا عن قضاياها المصيرية المتمثلة في ترقيع ثقب الأوزون في شمال غرب فنلندا.
بالله عليكم ألم تجدوا كائنا تحملونه مسؤولية إنتاج أجيالكم المقبلة سوى «تيس»؟.. يعني لماذا لم تختاروا حيواناً محترماً مثل الحصان أو الديك الرومي، وخاصة أن الصحف العربية لا تخلو من أنباء عن الديوك التي تبيض.. فإذا كان التيس الذي يدر حليباً «معجزة» فإن الديك الذي يبيض يستحق البقاء داخل ضريح ذي خمس نجوم، ثم هب أنه صادف أن رزق أحدهم بطفل عقب تناوله هو أو حرمه جرعة من الحليب «المبارك» هل سيسمونه امرؤ التيس من باب التبرك والعرفان بالجميل؟ وإذا جاء المولود بنتاً هل يسمونه «توسه» مثلاً؟ ولابد لي من الاعتذار إذا كان لي في ما أسلفت ما يجرح مشاعر أتباع هذا التيس القطب السند، أو إذا كانت اللغة التي تحدثت بها في أمره متعالية، ولكنني لن أعتذر لعدم «اعترافي» بكرامات لبن تيسهم ذاك، وربما كان مرد ذلك إلى أمر وقع لي في طفولتي: فعندما أصبت بالسعال الديكي، سقوني حليباً كامل الدسم فشفيت بسرعة، وبعدها بيومين علمت أن مصدر ذلك الحليب «حمارة».. نعم سقاني أهلي لبن الحمير، وما أن علمت بذلك حتى بدأ بطني في التخلص من كل ما دخلها خلال أسبوع كامل إلى أن أصبت بالجفاف ولزمت أرض المستشفى (لم يجدوا لي سريراً) طوال أسبوعين، ومنذ يومها وأنا أكره الحمير والتيوس والبهائم، سواء كانت تمشي على أربع أو اثنتين!! [EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]