هنادي محمد عبد المجيد

في وصف الصفات والمعاني “3”


في وصف الصفات والمعاني “3”
<الأدب> قال إبن القيم رحمه الله :حقيقة الأدب :إستعمال الخلق الجميل ، ولهذا كان الأدب إستخراج مافي الطبيعة من الكمال والقوة إلى الفعل ، وهو أيضا حفظ الحد بين اللغو والجفاء بمعرفة ضرر العدوان .
قال تعالى :[ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ] وقال تعالى :[ يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ، ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ] وقال تعالى [يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ، إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ] وقال ص { ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين :رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي ص فآمن به واتبعه وصدقه ، فله أجران ،وعبد مملوك أدى حق الله عليه وحق سيده ،فله أجران ،ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ،ثم أدبها ،ثم أعتقها وتزوجها، فله أجران }
نفهم من ذلك أن إلتزام الأدب مع الله يحقق التقوى في قلب الإنسان ،وإلتزام الأدب مع رسول الله يحقق التسليم والإنقياد له فيما أمر ونهى ،وفي العموم يحقق الإلتزام بالأدب تحريا للخير ، ودعوة إلى القيم الرفيعة تمنع إنفلات الإنسان وهبوطه إلى الأدنى ،أو إرتكاب الأفعال الرديئة ،بل تدعوه إلى التسامي وقمع الشهوات .
<سوء الأدب >سوء الأدب هو التقصير في القيام بحدود الشرع عن تمامها ، أو التجاوز بها أبعد مما حده الشرع وقرره .قال تعالى:[ لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ] وقال [ وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي ص { قال الله تعالى يشتمني ابن آدم ، وما ينبغي له أن يشتمني . ويكذبني وما ينبغي له . أما شتمه فقوله :إن لي ولدا ،وأما تكذيبه فقوله :ليس يعيدني كما بدأني }
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :بينما رسول الله ص يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل :اعدل ،فقال له : “لقد شقيت إن لم أعدل ”
والخلاصة : أن سوء الأدب يزري بدين المرء غاية الإزراء ،سيما إذا كان مع الله تعالى أو مع الرسول ص ، كما أنه يحط من مكانة متعاطيه ومنزلته ، وإن كان حسيبا نسيبا ،
قال الشاعر :كن إبن من شئت وإكتسب أدبا ـــ يغنيك مضمونه عن النسب
إن الفتى من يقول هاأنا ذا ـــــ ليس الفتى من يقول كان أبي .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]