هنادي محمد عبد المجيد
في وصف الصفات والمعاني”4″
وعن الشعبي :في الرجل يعرف وجه الرجل ولا يعرف إسمه ،قال :”تلك معرفة النوكى” أي الحمقى .
والخلاصة أن التعارف يقوي روابط الأخوة في الله ، ويورث الحب في الله وينميه ، ويقضي على التنافر والتناحر بين أفراد المجتمع المسلم ، وهو سبيل للتعاون على البر والتقوى .
في المقابل توجد صفة < التناكر >وهو ضد التعارف ، ويعنى به التجاهل والتنافر .قال تعالى [ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلآ أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم مآ أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ] وقال تعالى [الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات ،والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم ] وقال تعالى [ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ] وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله ص قال :{ لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام }
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال :سئل رسول الله ص عن الساعة فقال : {“علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ” ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها إن بين يديها فتنة وهرجا ، قالوا : يارسول الله الفتنة قد عرفناها فالهرج ماهو ؟ قال :بلسان الحبشة القتل ،ويلقى بين الناس التناكر ، فلا يكاد أحد أن يعرف أحدا }
لذلك فإن التناكر من علامات الساعة حيث يكثر التناحر والتنافر والجفاء والقتل ، وميل الأخيار إلى الأخيار والأشرار إلى الأشرار ،وتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر ،فإذا إتفقت تعارفت وإذا إختلفت تنافرت .والله ولى التوفيق
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]