هنادي محمد عبد المجيد
علو الهمة ، ضعف الهمة
إلى مرافئ العزة والكرامة والشرف ، وبدون هذه المعاني تنعدم القيم التي بها ينشأ المجتمع الفاضل السوي ، ونستخدم الوصف كأداة تحليل ، والمقارنة لتقييم هذه الصفاة والمعاني ، فنتبنى منها النافع المفيد ونتنصل عن الغث الذميم ، بهدف إحياء هذه المعاني والتمييز بينها ، نتعرف اليوم على معنى< علو الهمة >قال ابن الجوزي : علو الهمة : أن تطلب المعالي المقربة إلى الحق عزوجل ، وعن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ص : { إن الله تعالى يحب معالي الأمور ، وأشرافها ، ويكره سفسافها } أي الحقير الردئ منها .وعن عائشة رضي الله عنها قالت : هاجر إلى الحبشة رجال من المسلمين ، وتجهز أبو بكر مهاجرا ، فقال النبي ص :{ على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي } قالت عائشة : بينما نحن يوما جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة ، قال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله مقبلا متقنعا ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فقال أبوبكر : فدى لك بأبي وأمي ، والله إن جاء بهذه الساعة إلا لأمر، فجاء النبي ص فاستأذن له فأذن له ، فدخل ، فقال حين دخل لأبي بكر :{ أخرج من عندك } فقال أبوبكر: إنما هم أهلك يارسول بأبي أنت يارسول الله ، قال ص : {فإني قد أذن لي في الخروج} قال: فالصحبة بأبي يارسول الله ، قال :{ نعم} .وقال تعالى :[ يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون] وقال تعالى: [ يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ] وقال [يا يحي خذ الكتاب بقوة وءاتينه الحكم صبيا ]فالهمة العالية هي النية الصادقة ، والإرادة القوية الرفيعة ، والرغبة الأكيدة في التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل .
قال أحمد شوقي : ” الطير يطير بجناحيه ، والمرء يطير بهمته ” فهي دليل على كمال الرجولة وتمام المروءة ، كما أنها توصل إلى محبة الله ، وتثمر إلى سعادة الدنيا والآخرة ، وتحقق الرفاهية والسعادة للأفراد والشعوب .
<ضعف الهمة >قال العيني : ضعف الهمة هو الكسل وإيثار الراحة للبدن .وقال تعالى:[ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤسا]وقال :[ ونفس وما سواها
فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ] وقال :[ وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين ، رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ص { لعن الله السارق ، يسرق بيضة فتقطع يده ، ويسرق الحبل فتقطع يده }
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله ص :{ المؤمن غر كريم ، والفاجر خب لئيم } والخلاصة هنا أن ضعف الهمة سبب لتقاعس المرء عن المعالي ، ورضائه بالدون ، ومن ثم يتضاءل دوره ، ويتلاشى أثره ، بل ربما تعاظم أمره وخطره حتى يكون عبئا على من حوله وهما يرتجى زواله ، نعوذ بالله من الخذلان .اللهم آمين .
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]