عبد اللطيف البوني

وتبكي يابلدي الحبيب


وتبكي يابلدي الحبيب
في العقل الجمعي السوداني او على الاقل لوسط وشمال السودان ان مارس هو شهر الكوارث ربما يرجع ذلك لانه ياتي بعد نهاية فصل الشتاء الذي هو بمثابة ربيع هذة المنطقة المدارية الحارة فمارس هو بداية الصيف وانخفاض الضغط يولد الرياح المتربة لتصبح عواطف ترابية في الشهور التالية . الجامعة زكت فينا كارثية شهر مارس لانه موسم الامتحانات فشعار مظاهرة اول مارس التنكرية المشهورة كان (مارس جا وما بنرجا) ياربي اولاد جامعات الزمن دا عندهم مظاهرة اول مارس هذة وشيخ البركس والحركات دي ؟ هذا عن مارس اما الاربعاء عندما تكون (عقاب شهر) فهي الاخرى مصدر تشاؤم لانها تعني الفلس الشديد . طيب , ما بالك عندما تكون ذات الاربعاء في مارس ؟

قصدت من هذة الرمية التوسل لعرض نتيجة اطلاعي على صحف الاربعاء 23 مارس الجاري فقد استوقفني كثرة الجرائم الكبيرة التي ظهرت لي في ذلك اليوم المعيار هنا الصفحة الاولى فالخبر عندما ينشر في الصحفة الاولى يعنى انه هام وكبير فاكثر من صحيفة اوردت جريمة حدثت في بلدة الكباشي ريفي بحري حيث حدثت مشادة بين جزار وسيدة اذ وصفت السيدة لحمة الجزار بانها ردئية فصفعها فذهبت الي اهلها واخبرتهم بما حدث فجاء شقيقيها الي الجزارة واشتبكا مع الجزار فسدد لهما طعنات بسكينه فمات واحد في الحال ولحقه الاخر في مساء ذات اليوم. وفي صحيفتين جاء خبر مفاده ان طفلة تعرضت لعملية ختان فرعوني ب(موس ميتة )حيث ازيلت اعضائها التناسلية لدرجة التهتك مما عرضها لنزيف حاد نقلت على اثره لمستشفى الخرطوم وهي في حالة متاخرة . وخبر اخر يقول ان محكمة حكمت على طبيب بالسجن ثلاثة اشهر والجلد 40 جلدة لانه تحرش بمريضته حيث ادخلها الستارة وتلمس اعضاء حساسة من جسمها ولما لحظ مرافقيها من اهلها تاخرها هجموا عليه واوسعوه ضربا وفتحوا بلاغا ضده. اما صحيفتنا هذة فقد واصلت عرض صور سناء (فتاة المناقل بتاعت موية النار) صورتها قبل موية النار وصورتها بعدها وصورتها بعد التعافي وقد تعافت في امريكا بعد12 عملية وثلاثة سنوات في مستشفياتها والجديد في امرها ان محاميها قد نبش القضية من جديد .سياسيا ابرزت الصحف حكم محكمة على ثلاثة من الشباب الذين اشتركوا في مظاهرات ضد الحكومة بتهمة الاساء لرئيس الجمهورية فحكمت على شاب بالسجن ثلاثة اشهر وعلى شابتين بالغرامة 500 جنيه لكل اما من الطرائف فقد جاء في ذات صحف الاربعاء ان احد اعضاء مفاوضات الدوحة ومن منسوبي حركة دار فورية مسلحة اعتدى على وفد الحكومة بالقذف بالسباب وقوارير المياه ومن داخل فندق المفاوضات وان الوفد الحكومي اشتكى للوسطاء وهنا يقفز الي الذهن الشكوى القديمة (فندي فندي دا ضربني )

الذي اوردناه اعلاه من الصفحة الاولى وليس من صفحات الجريمة في ذات الصحف وليس من الصحف المتخصصة في الجريمة و من الخرطوم فقط فهذا (ان دل انما يدل ) على ان ناس السودان اصبحوا (ما طايقين بعض ) و لدرجة كبيرة مؤكد ان الامر يرجع لظروف موضوعية فالقرف العام انعكس عل النفوس من النفس ذهب الي الجوارح فكانت الافعال اعلاه وكانت المحاكمات اعلاه ويثبت ذلك قصة الشرطي الذي اشعل النار في نفسه بينما كان يصطحب طفليه بالقرب من جامعة السودان الجناح الغربي في يوم الخميس الذي اعقب ذات الاربعاء المشار اليها . افتكر لحدي هنا كفاية وخلونا في انتظار الاربعاء القادم حيث قفلة الشهر

حاطب ليل
[email]aalbony@yahoo.com[/email]