عبد اللطيف البوني

التلفون ياسيادة الوالي


حرامية ظريفين بالشوكة والسكين
تقول الطرفة ان احدى المريدات جاءت للسيد علي الميرغني طيب الله ثراه لكي يتشفع لها عند الحكومة في امر يخص ولدها المقبوض عليه, وبعد ان حكت له الحكاية شرع مولانا في بسط يديه بالفاتحة فامسكت المرأة بهما وقالت له (خليها الفاتحة هسي ياهون داك التلفون) تذكرت هذه الطرفة بعد ان اطلعت على البيان الذي اصدره البروفسير الزبير بشير طه والي ولاية ولاية الجزيرة بمناسبة بداية الموسم الزراعي فالبيان مصاغ بلغة رفيعة مطرز بالحكم والامثال الشعبية فيه شئ من المعلومات كتاخر التحضير في القطاع المروي وتقدمه في القطاع المطري والاعلان عن بداية برنامج توطين التواريب المحسنة (على حسب الاستاذ عجب الفيا ان كلمة تواريب اصح من كلمة تقاوي) والتواريب المقاومة للجفاف والبودا والبيان في مجمله عبارة عن دعوة للمزارعين بالتشمير عن ساعد الجد لبداية الموسم وان حكومة الولاية ستكون معهم قلبا وقالبا.
كنت اتمنى ان لايكتفي البروف بالدعوات الطيبات وذكر بعض الانجازات وذلك بان يتناول التلفون اي القلم وهو في قمة الجهاز التنفيذي كأن يقول للمزارعين ان حكومة الولاية سوف تشجع انتاج كافة المحاصيل بتحرير الاسواق والطرق من الجبايات والرسوم وان اي منتج زراعي سوف يقدل في شوارع الولاية ولابل سوف يمهد له الوصول للخرطوم دون ان تعترضه اية صفارة فمن اراد ان يزرع طماطم فليفعل ومن اراد ان يزرع تبش او عجور فليفعل فمثل هذه الخضروات قتلتها الجبايات في الطرقات وفي الاسواق . كنا نتمنى ان يبشرهم الوالي بانه جهز لهم ممولين ممتازين كالبنك الزراعي ووجه بان يتجه التمويل الاصغر الى المزارعين بدلا من تمويل الركشات والطبالي كنا نتمنى ان يقول لهم الوالي هذا هو تلفوني لو حدث اي اختناق في عمليات الري سوف تجدونني في الترعة الرئيسية وكل المعتمدين في الترع الفرعية. كنا نتمنى ان يقول لهم الوالي ان التسويق في كافة المحاصيل سيكون بعيدا عن اي احتكار وان حكومة الولاية سوف تقف في صف المزارع ولن تسمح لاي ود مقنعة ان يستغل عرقه.
نحن نعلم ان مشروع الجزيرة مشروع قومي وان ادارته قومية ولكن يمكن لحكومة الولاية بما لها من سلطات تنفيذية (سياسية وادارية) ان تلعب دورا كبيرا في تطوير المشروع والنهوض بالمزارع . يمكنها ان تقوم بدور نقابي محترم فكل المزارعين في المشروع هم رعاياها والله سوف يسالها عن ابقارها ومعيزها فما بالك بناسها ولعل اصدق دليل على خطورة دور حكومة الولاية هي ان احدهم حاول في الموسم الماضي استغلالها في عملية لا اخلاقية متمثلة في احتكار شراء القطن لشركته.
على العموم ان مجرد صدور هذا البيان وبمناسبة بداية الموسم الزراعي وتاكيده على ان حكومة الولاية تضع الموسم الزراعي في مقدمة اولوياتها يعتبر خطوة للامام بيد اننا كنا نود ان تضع حكومة الولاية بصمتها في جبين الارض ببعض ما ذكرناه آنفا ومازال عشمنا كبيرا ياسيادة البروف بس عليك الله التلفون و ليس بينك وبينه مسافة كما هو الحال مع السيد علي لتمد له يدك بل في هو جيبك فعليك به.

حاطب ليل – السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]